|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَاكْتُب إِذًا مَا رأَيْتَ، وَمَا هُوَ الآن
الثلاثاء من الأسبوع الأوّل بعد عيد الصليب أَنَا يُوحَنَّا أَخَاكُم وَشَرِيكَكُم في الضِّيقِ والـمَلَكُوتِ والثَّبَاتِ في يَسُوع، كُنْتُ في الـجَزِيرَةِ الـمَدْعُوَّةِ بَطْمُس، مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وَشَهادَةِ يَسُوع. فَانْتَقَلْتُ بِالرُّوحِ يَومَ الرَّبّ، وَسَمِعْتُ وَرَائي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ يَقُول: “ما تَرَاهُ اكْتُبْ فيهِ كِتَابًا، وَأَرْسِلْهُ إِلى الكَنَائِسِ السَّبْع: إِلى أَفَسُس، وإِلى إِزْمِير، وإِلى بِرْغَامُس، وإِلى طِيَاطِيرَة، وإِلى سَرْدِيس، وإِلى فِيلادِلْفيَة، وإِلى لَوْدِقِيَّة”. فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوتَ الَّذي كانَ يُكَلِّمُنِي، وإِذِ الـْتَفَتُّ، رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَائِرَ مِنْ ذَهَب، وفي وَسَطِ الـمَنَائِرِ شِبْهَ ابْنِ إِنْسَانٍ لابِسٍ ثَوْبًا طَوِيلاً إِلى قَدَمَيْهِ، وَمُتَمَنْطِقٍ عِنْدَ صَدْرِهِ بِحِزَامٍ مِنْ ذَهَب. أَمَّا رَأْسُهُ وشَعْرُهُ فَأَبْيَضُ كَالصُّوفِ الأَبْيَض، كالثَّلْج، وَعَيناهُ كَلَهِيبِ نَار، وَرِجْلاهُ أَشْبَهُ بِنُحَاسٍ خَالِصٍ كَأَنَّهُ صُفِّيَ في أَتُّون، وصَوتُهُ كَصَوتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة. وفي يَدِهِ اليُمْنَى سَبْعَـةُ كَوَاكِب، ومِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّين، ووَجْهُهُ كالشَّمْسِ وهِيَ تَسْطَعُ في أَشَدِّ وَهْجِهَا. فلمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْـلَيهِ كالـمَيْت، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَليَّ قَائِلاً: “لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ الأَوَّلُ والآخِر؛ أَنا الـحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. وَلي مَفَاتِيحُ الـمَوتِ والـجَحِيم. فَاكْتُب إِذًا مَا رأَيْتَ، وَمَا هُوَ الآن، ومَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَحْدُثَ بَعْدَ ذلِكَ. وهـذا هُوَ سِرُّ الكَوَاكِبِ السَّبْعَة، الَّتي رأَيْتَها في يَدِي اليُمْنَى، والـمَنَائِرِ السَّبْعِ الذَّهَبِيَّة: فَالكَواكِبُ السَّبْعَةُ هِيَ مَلائِكَةُ الكَنَائِسِ السَّبْع، والـمَنَائِرُ السَّبْعُ هِيَ الكَنَائِسُ السَّبْع. قراءات النّهار: رؤيا يوحنا 1: 9-20/ مرقس 9: 33-37 التأمّل: ورد في وثيقة “الحقيقة المحرِّرة والجّامعة” الصادرة عن بكركي سنة ٢٠١٨: “أنّ النّصوص الرّؤيويّة، مثل نبوءتَي حزقيال ودانيال ورؤيا يوحنا، كُتبت في فترات الاضطهاد القاسيّة، … بهدف تقوية إيمان الشعب ومساعدته على الثبات في المحنة وبثّ روح الرجاء فيه… هذه النّصوص تعليميّة، يستعمل فيها الكاتب الملهم لغةً رمزيّةً مألوفةً لدى قرّائه. وهي تبشّر بتدخّل الله السريع لنصرة أحبَّائه المضطهَدين، وتتحدّث أحيانًا عن نهاية العالم والأمور المستقبليّة كما في الفصل الحادي والعشرين من رؤيا يوحنّا”. أمّا العلّامة الخورأسقف بولس الفغالي فأوضح بأنّ كاتب هذا السفر استخدم ” لغة الصور والرموز كي يعبّر عن واقع لا يمكن ان نعبّر عنه. إستعمل الرؤى والأفعال الرمزيّة، كما عبّر عما “رآه” في خطب وأقوال نبوية. فهمّه أن ينقل إلى شعب الله كلمة الله”. ويضيف الخورأسقف: “إنّ الصور، الّتي نجدها في سفر الرؤيا، قد فهمها المؤمنون في أيّام يوحنا. وإن كان هناك من تفصيل ما عدنا نفهمه اليوم، فيجب ألّا نهتمّ. المهمّ هو المعنى الدينيّ الذي نكتشفه في هذه النصوص الايمانية التي نقرأها اليوم، فنجد فيها القوّة في الظروف الصعبة التي نعيشها”! نتأمّل في سفر الرؤيا على ضوء ما ورد اليوم وهو: “لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ الأَوَّلُ والآخِر… وَلي مَفَاتِيحُ الـمَوتِ والـجَحِيم”! |
|