ما الذي يفعله ملاكي الحارس؟

[Mary Naeem]

ما الذي يفعله ملاكي الحارس؟

“كيف للملائكة أن تكون بعيدة في حين قدمها اللّه لنا لمساعدتنا؟ هي لا تبتعد عنا لكننا نحن وبفعل التجربة يُخيّل لنا أنها بعيدة” (القديس أمبروز).


كثيرةٌ هي التعاليم المتعلقة بالملائكة وأوّل حقيقة من الواجب معرفتها هي: اللّه المتناهي الرحمة والعالم بضعفنا المستمر، لم يشأ أن يتركنا وحدنا وفي ضياع فخصص لكلّ ابن من أبنائه عند الولادة ملاكاً، ملاكاً حارساً.

ولهذا الملاك مهمة بالغة الأهمية وهي أن يوصلنا الى الحياة الأبديّة مع اللّه فيرافقنا في خطواتنا كافة.


قد نميل الى تخيّل ملائكتنا وكأنها مخلوقات صغيرة، ملوّنة وضعيفة ويا له من خطأ لأن ملاكنا قوي ومتمرس في شؤون اللّه وأسراره.


وقد تطرح على نفسك السؤال التالي: لكن ملاكي الحارس لم يُخلق عندما وُلدت؟

إن الجواب هو لا. خُلقت جميع الملائكة التي سيحتاج اليها اللّه عندما خلق الملائكة وكأنه وبفعل واحد خلق آلاف الملائكة الموجودة اليوم. فهو لم يخلقها في أية لحظة أخرى كما ولم يخلق المزيد منها اليوم.


خُلقت جميعها في آن وامتُحنت جميعها وإن كان لي ولكم اليوم ملائكة حارسة فذلك لكونها نجحت الامتحان.

إن الملائكة مُصنفة في خانات وها ان للملائكة الحارسة خانة خاصة بها وحدها. ويقول الكتاب المقدس الآتي: “ففي القيامة لا الرجال يتزوجون، ولا النساء يزوجن، بل يكونون مثل الملائكة في السماء”. (متى ٢٢، ٣٠).


ويقول القديس يوحنا الصليب: “إن الملائكة رعاتنا، لا تنقل الى اللّه رسائلنا وحسب بل تنقل لنا أيضاً رسائل اللّه. تغذي نفوسنا بالإلهام والرسائل الإلهيّة والملائكة رعاة تحمينا وتدافع عنا في وجه الشياطين.”

وذكر القديس هيلاريو التالي: “تساعدنا الملائكة في كفاحنا للبقاء أقوياء في وجه قوى الشر. (…) في الواقع، وبفعل ضعفنا، لولا الملائكة لما كنا تحملنا هجمات الأرواح الشريرة.”


وأخيراً نردد مع القديس خوان ماريا فياني لا من باب الكسل بل من باب الثقة: “إن كنت غير قادر على الصلاة، اختبئ في ظل ملاكك واطلب منه الصلاة من أجلك!”