|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَاقْتَنَعَ بَعْضُهُم بِمَا قِيل، وبَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا
السبت الثاني عشر من زمن العنصرة وعَيَّنُوا لَهُ يَوْمًا، فعَادُوا إِلَيْهِ في بَيْتِهِ، وهُم أَكْثَرُ عَدَدًا. فأَخَذَ بُولُسُ يَشْرَحُ لَهُم مَلَكُوتَ الله، مِنَ الصَّبَاحِ إِلى الـمَسَاء، مُحَاوِلاً إِقْنَاعَهُم في شَأْنِ يَسُوع، مِنْ تَورَاةِ مُوسَى ومِنَ الأَنْبِيَاء. فَاقْتَنَعَ بَعْضُهُم بِمَا قِيل، وبَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا. وافْتَرَقُوا مُخْتَلِفينَ فيمَا بَيْنَهُم، فَاكْتَفَى بُولُسُ بِهـذِهِ الكَلِمَة: “مَا أَحْسَنَ مَا كَلَّمَ بِهِ الرُّوحُ القُدُسُ آبَاءَكُم بِالنَّبِيِّ آشَعْيَا، قَائِلاً: إِذْهَبْ إِلى هـذَا الشَّعْب، وقُلْ لَهُم: تَسْمَعُونَ سَمْعًا ولا تَفْهَمُون، وتَنْظُرُونَ نَظَرًا ولا تَرَون. قَدْ غَلُظَ قَلْبُ هـذَا الشَّعْب: ثَقَّلُوا آذَانَهُم، وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُم، لِئَلاَّ يَرَوا بِعُيُونِهِم، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِم، ويَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِم، ويَتُوبُوا فَأَشْفِيَهُم. فَلْيَكُنْ إِذًا مَعْلُومًا عِنْدَكُم أَنَّ خَلاَصَ اللهِ قَدْ أُرْسِلَ إِلى الأُمَم، وهُم سَيَسْمَعُون”. قَالَ بُولُسُ لِليَهُودِ هـذَا الكَلام، فَانْصَرَفُوا وهُم في جِدَالٍ عَنِيف. وأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ في بَيْتٍ اسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ، وكَانَ يَسْتَقْبِلُ جَميعَ الآتِينَ إِلَيْه. وكَانَ يُنَــادِي بِمَلَكُوتِ الله، ويُــعَلِّمُ بَكُـلِّ جُرْأَةٍ مَا يَخْتَصُّ بيَسُوعَ الـمَسِيحِ ولا يَمْنَعُهُ أَحَد. قراءات النّهار: أعمال 28: 23-31 / لوقا 13: 22-30 التأمّل: “فَاقْتَنَعَ بَعْضُهُم بِمَا قِيل، وبَعْضُهُم لَمْ يُؤْمِنُوا”. إنّ رفض البعض لقبول البشارة لم يدفع بمار بولس إلى اليأس أو إلى القنوط بل شكّل دافعاً له كي يثابر على إعلان كلمة الله “بكل جرأة”. لقد نادى مار بولس بكلمة الله في أغلب مدن حوض البحر الأبيض المتوسّط ولم تسطع الظروف الصعبة قمع اندفاعه الرّسوليّ وهذا يشكلّ دافعاً لنا كي نقتدي به في صبره ورجائه ومحبّته للربّ يسوع وصولاً إلى الاستشهاد الّذي ختم به رسالته على هذه الأرض! |
|