|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الصّليب رحمة أبديّة
"في الصّليب يمكننا أن نلمس رحمة الله ونسمح لرحمته بأن تلمسنا!".. هي كلمات مباركة للبابا فرنسيس تنير إيمان المؤمنين وتقوده صوب طريق الخلاص ودرب التّقرّب من الله. الإنسان ضعيف الطّبع، خاطئ النّفس، مشكّك اليقين، منحرف الالتواءات... ينجرف صوب الخطيئة والضّياع والضّلال في التّفكير والتّصرّف والكلام، ويسير في طرقات الظّلمة واليأس ليعيش حياته في الجانب السّلبيّ المدمّر. الإنسان أيضًا في بحث دائم عن الله، بحث مستمرّ يضع الخالق في جملة من الامتحانات التي يأمل فيها الإنسان التماس الشّفاعة والشّفاء والخلاص عند أوّل مشكلة تعترض سكونه. سكونٌ هو؟ إنّ الحياة مدّ وجزر، تستقبل المشاكل كما الأفراح بقبول تامّ ليبقى الإنسان فيها رهن الأحداث المدبَّرة. إلّا أنّ المصيبة كثيرًا ما تكون سببًا لملاقاة الله والثّبات والنّهوض من الخطأ، ليبقى صليب المرء رحمة لنفسه وقربًا من الخالق. الصّليب هو الألم النّفسيّ أو الجسديّ أو الحياتيّ الذي يحمله الإنسان في حياته، فيه يشعر بوجود الله الدّائم بجانبه، فالخالق يُقَولب المشكلة نسبة لقدرة الشّخص على تحمّلها، بها يُطهَّر المرء ومن خلالها يقترب من الصّلاة والخشوع والإيمان والرّحمة. رحمة الله لامتناهية، أبديّة أزليّة، حاضرة في الفرح والحزن، إلّا أنّ الإنسان يراها في وقت الشّدة، وسط الظّلمة يرى نور الرّحمة مشعّ، فيسير صوبه ليفتح أبواب الأمل والرّجاء. الصّليب حياة رحومة تكلّل الحياة الأرضيّة، فاجعلنا يا ربّ قادرين على حمل صلبانًا مؤلمة أرضيًّا محيية أبديًّا. |
|