|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وبَعْدَ وَقْتٍ قَليلٍ هَبَّتْ عَلى كِرِيتَ رِيحٌ عَاصِفَةٌ شَمَالِيَّةٌ شَرْقِيَّة
الاثنين الثاني عشر من زمن العنصرة ولَمَّا تَقَرَّرَ أَنْ نُبْحِرَ إِلى إِيطَالِيَا، أُسْلِمَ بُولُسُ وأَسْرَى آخَرُونَ إِلى قَائِدِ مِئَة، اسْمُهُ يُوليُوس، مِنْ فِرْقَةِ أَغُسْطُس. وَرَكِبْنَا سَفِينَةً مِنْ أَدْرَمِيتَ مُتَّجِهَةً إِلى شَوَاطِئِ آسِيَا، وأَقْلَعْنَا. وكَانَ يَصْحَبُنَا أَرِسْطَرْخُس، وهُوَ مَقْدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي. وفي اليَومِ التَّالي، نَزَلْنَا في صَيْدَا. وكَانَ يُولِيُوسُ يُعَامِلُ بُولُسَ مُعَامَلَةً إِنْسَانِيَّة، فأَذِنَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أَصْدِقَائِهِ فيَحْظَى بِعِنَايَتِهِم. وأَقْلَعْنَا مِنْ مينَاءِ صَيْدَا، وَسِرْنَا مِنْ خَلْفِ جَزيرَةِ قُبْرُسَ شَمَالاً، لأَنَّ الرِّيَاحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَنَا. وَسِرْنَا بِجَهْدٍ جَهِيدٍ بِمُحَاذَاةِ كِرِيتَ جَنُوبًا، وبَعْدَ وَقْتٍ قَليلٍ هَبَّتْ عَلى كِرِيتَ رِيحٌ عَاصِفَةٌ شَمَالِيَّةٌ شَرْقِيَّة، تُدْعَى أُورَاكْلِيُون. فَانْدَفَعَتِ السَّفينَةُ لا تَقْوَى عَلى مُقَاوَمَةِ الرِّيح. وتَرَكْنَاهَا تَسِيرُ بِنَا عَلى غَيْرِ هُدَى. وفي الغَدِ اشْتَــدَّتْ عَلَيْنَا العَاصِفَة، فَأَخَذُوا يُلْقُونَ الـحُمُولَـةَ في البَحْر. وفي اليَوْمِ الثَّالِث، رَمَــى البَحَّارَةُ في البَحْـرِ عِدَّةَ السَّفِينَة. ولَـمْ تَظْهَـرِ الشَّمْسُ ولا النُّجُومُ أَيَّامًـا كَثِيرَة، والعَاصِفَةُ لَـمْ تَــزَلْ على شِدَّتِها، حـَـتَّى انْقَطَعَ كُّلُ أَمَلٍ في النَّجَاة. وبَعْدَ إِمْسَاكٍ طَويلٍ عَنِ الطَّعَام، وقَفَ بُولُسُ في وَسَطِهِم وقَال: “… والآنَ أَنَا أُنَاشِدُكُم أَنْ تَتَشَجَّعُوا، فَلَنْ تَكُونَ خِسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُم، بَلْ خِسَارَةُ السَّفينَةِ وَحْدَهَا. فقَدْ وقَفَ بي في هـذِهِ اللَّيْلَةِ مَلاكٌ مِنْ عِنْدِ الله، الَّذِي أَنَا لَهُ، وَإِيَّاهُ أَعْبـُـد، وقَالَ لي: لا تَخَفْ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَـكَ أَنْ تَقِـفَ أَمَامَ قَيْصَر. وهَا هُوَ اللهُ قَـدْ وَهَبَ لَكَ حَيَاةَ جَميعِ الـمُسَافِرِينَ مَعَكَ. لِذلِكَ تَشَجَّعُوا، أَيُّهَا الرِّجَـال، لأَنِّــي أُؤْمِنُ بِالله، وسَتَجْـرِي الأُمُورُ كَمَـا قِيلَ لِي. إِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَجْنَحَ بِالسَّفينَةِ إِلى إِحْدَى الـجُـزُر”. قراءات النّهار: أعمال ٢٧: ١-٤، ٨أ، ١٤-١٥، ١٨-٢١أ، ٢٢-٢٦ / لوقا ١٢: ٥٤-٥٩ التأمّل: في وسط العاصفة، يشجّع مار بولس ركّاب السفينة ويبثّ بقوّة إيمانه الرّجاء في قلوبهم! كم نحتاج في وسط عواصف هذه الحياة إلى شهودٍ للرّجاء لا سيّما في أوقات الأزمات والملمّات حين يتعرّض المؤمنون لتجربتي الشكّ والخوف! على كلّ مسيحيّ، إنطلاقاً من هذا النصّ، تثبيت إيمانه وإيمان من يلتقيهم كي يتمكّن الجميع من تجاوز رياح التجارب العاتية وأمطار الشكوك القاسية فينتصرون معاً ويعبرون بسفينة حياتهم إلى ميناء السلام والأمان! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ركز فيا لا في العاصفة |
العاصفة |
العاصفة ، بمن تعصف ؟ |
لوحة العاصفة |
بعد العاصفة |