|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقاحة الطفل شكوى تتردد على ألسنة الكثير من الأمهات: «كلماته غير مهذبة، ردود أفعاله تفتقد الأدب، ملاحظاته وقحة، بتُ أخجل كأم أمام نفسي والناس!» وكأن لسانه اعتاد على الكلمات البذيئة التي لا تتناسب والدين والبيئة ولا التقاليد، ومن قبل كنت فرحة كأم بتعلّم ابني النطق والكلام! عن هذه الظاهرة تحدثنا الدكتورة، «فؤاده هدية»، أستاذة علم نفس الطفل بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس مستعرضة مظاهر هذا الأسلوب الوقح في الكلام، وأسبابه وبعض طرق العلاج المظاهر والأسباب وطرق العلاج من المظاهر: سب الأطفال والأصدقاء والإخوة والأقارب أثناء اللعب وأثناء الشجار التعدي على الأب والأم بالسب واللعن بحجة أنه صغير لا يعلم شيئاً، ثم يعتاده التعدي على المارة في الشارع بالسباب والسخرية، مع سرعة الغضب والعصبية كتابة الكلمات البذيئة على أبواب الحمامات والجدران وحشو كلامه المعتاد بكلام بذيء أسباب هذا السلوك تقليد البيئة المحيطة من أصدقاء وإخوة وجيران، وقد يكون تقليداً لأحد والديه وهو مثل أعلى له عدم اهتمام الأسرة بما يجري على لسان الطفل، وأحياناً يقومون بتشجيعه والضحك من كلامه، فيستمر لينال استحسانهم عدم العدل بين الأبناء فيلجأ إلى السب للتعبير عن سخطه والتقليل من شأن أخيه فقر لغة الطفل إلى الكلام الصالح المهذب، وعدم وجود ما ينفس به عن مشاعره، مع القسوة التي تمارس ضده المظهر غير الجميل للابن، فقد يظل متسخ الثياب ثائر الشعر كريه الرائحة نظراً لعدم اهتمام أمه بنظافته للطفل الصغير علاج من نوع خاص قولي له: ماما تحبك ولكنها تحزن لهذه الكلمات السيئة والبذيئة، والتي لا ينبغي للولد الصالح الطيب المهذب أن ينطق بها عند الاستماع لأول مرة إلى كلامه السيئ، فلا تنفعلي وتغضبي غضباً شديداً، وفي الوقت لا تبدي ارتياحاً لما يفعله، ولكن بالتدخل المباشر السريع أو بتعبيرات الوجه غير الراضية إن كان الطفل يجهل ما يقول فإنه ينبغي أن يفهم معناه وخطورته، ولا مانع من شيء من الحزم معه، مع استخدام أسلوب الحرمان من الثواباحرصي على أن تكوني قدوة له فلا تتلفظي بما تنكرينه عليه سواء أكنت في الشارع تقودين السيارة وضايقك أحد، أم كنت في البيت مع زوجك أو مع ولدك نفسه، أو حتى في مداعبتك املئي قاموسه بالكلمات المهذبة واحرصي على العدل بين الأبناء في الماديات والمعنويات، وانشري جو الألفة والمودة في أجواء البيت احكي له قصصاً ومواعظ خفيفة تبين خطورة اللسان، وأن الخير في حسن الكلمات وتهذيبها اضربي له أمثلة حسية من الحياة؛ كما تحب أن يكون ثوبك نظيفاً فليكن لسانك نظيفاً عودي ابنك على أن يحافظ على مظهره نظيفاً مرتباً بلا مبالغة، فالمظهر النظيف يعين على تنظيف اللسان ربي ابنك على الذاتية الإيجابية، فلا يسيء للناس مثلما يسيئون إليه، ويغلبهم بالصمت والموعظة الحسنة الحرص على متابعة الابن بعد مراحل ومحاولات العلاج المختلفة؛ بمراقبته في البيت مع إخوته، وفي الشارع مع المارة، وفي المدرسة مع أصدقائه ومدرسيه؛ للتأكد من العلاج طرق للعلاج والوقاية للطفل الكبير الألفاظ الجيدة والسيئة هي التي يسمعها ابنك منك ومن الآخرين، وبها يسيطر على عالمه؛ لذا حاولي تقليص فرص سماع الكلام السيئ، راقبي التلفزيون، اختلطي بأصدقائه، وانتبهي لما تقولينه أنت ومن حوله تكلمي معه كما ترغبين أن يتكلم معك، «شكراً، من فضلك، آسف»، واشرحي له أن الوقاحة ليست دائماً في الكلمات، وإنما تكون أيضاً في الطريقة التي يقولها بها عرفيه ما تعتبرينه -أنت- إجابة وقحة، حددي الفرق بين السخرية والشتائم، والرد بصوت عال أو باستفزاز، وبين مجرد حالة الرفض «لا أريد، هل أنا مجبر على فعل ذلك»... وهي محاولة للإدلاء برأي راقبي أصدقاءه وما يشاهده في وسائل الإعلام، وانتبهي لكلامك؛ حتى تفادي تعريض طفلك، قدر المستطاع لسماع الإجابات الوقحة أزيلي سحر الكلمة البذيئة؛ نعم اجعلي طفلك يرددها لدقيقة أو دقيقتين؛ حتى تفقد قوة تأثيرها، واجعلي الساعة أمامك، ووضحي أسفك لسماعها تظاهري بأنك لم تسمعي الإجابة الوقحة و أعطيه أقل قدر ممكن من الانتباه لما يقوله، وكأن شيئاً لم يكن، فتنزعي منه السلطة التي يمارسها عليك بألفاظه، وكذلك كامل اللذة التي يحسها بوقاحته اشرحي له نوع الكلمات التي تفضلين أن يستخدمها، وامدحيه عندما يتكلم بتهذيب احذري النيل منه بمثل طريقته؛ طفلك يجد متعة عندما يثير غضبك، أو يجذب انتباهك، وعليك عدم تشجيعه علمي طفلك الاحترام؛ كوني مهذبة معه كما لو كان ضيفك، ولا تردي عليه؛ حتى لا تدعيه يقلدك لا تعاقبيه بقسوة على إجاباته الوقحة، واجعلي العقاب للخوف، ولإجباره على الاحترام |
|