“َلا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ! فأَنَا مَعَكَ”
السبت الثامن من زمن العنصرة
بَعْدَ ذلِكَ غَادَرَ بُولُسُ أَثِينَا وأَتَى إِلى قُورِنْتُس، فوَجَدَ يَهُودِيًّا اسْمُهُ أَكِيلا، بُنْطِيَّ الأَصْل، كانَ قَدْ جَاءَ مِنْ وَقْتٍ قَريبٍ مَعَ زَوجَتِهِ بِرِسْقِلَّةَ مِنْ إِيطاليا؛ لأَنَّ كلُوديُوسَ قَيصَرَ كانَ قَدْ أَمَرَ كُلَّ اليَهُودِ بِالرَّحِيلِ عَنْ رُومَا، فَذَهَبَ بُولُسُ إِلَيْهِمَا. وبِمَا أَنَّهُ كانَ مِثْلَهُمَا صَانِعَ خِيَام، أَقَامَ عِندَهُمَا يَعْمَلُ معَهُمَا. وكانَ يُجادِلُ كُلَّ سَبْتٍ في الـمَجْمَع، ويُقْنِعُ اليَهُودَ واليُونَانِيِّين. ولَمَّا نَزَلَ سِيلا وطِيمُوتاوُسُ مِنْ مَقْدُونِية، تَفَرَّغَ بُولُسُ لِلْكَلِمَة، شَاهِدًا لِلْيَهُودِ أَنَّ الـمَسِيحَ هُوَ يَسُوع. ولـكِنَّهُم كَانُوا يُقَاوِمُونَهَ ويُجَدِّفُون، فَنَفَضَ ثِيَابَهُ وقَالَ لَهُم: “دَمُكُم عَلى رُؤُوسِكُم! أَنَا مِنْهُ بَرِيء! وسَأَنْصَرِفُ مُنْذُ الآنَ إِلى الأُمَم!”. وَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ ودَخَلَ بَيْتَ رَجُلٍ مُتَعَبِّدٍ لله، اسْمُهُ طِيطُس يُسْتُس، وكَانَ بَيْتُهُ مُلاصِقًا لِلْمَجْمَع. وآمَنَ بِالرَّبِّ كِرِسْبُسُ رَئيسُ الـمَجْمَع، وجَميعُ أَهْلِ بَيْتِهِ، وكَانَ قُورِنْثِيُّونَ كَثِيرُونَ يُؤْمِنُونَ لَدَى سَمَاعِهِم بُولُس، ويَعْتَمِدُون. وذَاتَ لَيْلَة، قَالَ الرَّبُّ لِبُولُسَ في الرُّؤْيَا: “لا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ! فأَنَا مَعَكَ، ولَنْ يُلْقِيَ أَحَدٌ عَلَيْكَ يَدًا لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لي شَعْبًا كَثِيرًا في هـذِهِ الـمَدِينَة”. فأَقَامَ سَنَةً وسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُم كَلِمَةَ الله.
قراءات النّهار: أعمال الرّسل 18: 1-11 / لوقا 11: 27-32
التأمّل:
كلّ مرسلٍ للمسيح يكون عرضة لشتّى أنواع الهموم والصعاب ولكنّه يحتاج حكماً، في حميميّة الصلاة والعلاقة مع الله أن يصغي في قلبه إلى تشجيعٍ يشابه ما أصغى إليه مار بولس: “لا تَخَفْ! بَلْ تَكَلَّمْ وَلا تَسْكُتْ! فأَنَا مَعَكَ، ولَنْ يُلْقِيَ أَحَدٌ عَلَيْكَ يَدًا لِيُؤْذِيَكَ”!
هذا العزاء الإلهي هو الترياق الوحيد لجراحنا في هذه الحياة ولنزفنا الدائم من جرّاء أشواك الرفض والتشكيك!
كلّ ما علينا هو أن نصغي إليه في أعماق قلبنا وهذا يتطلّب ان نجالسه ونتّكئ على قوّة محبّته لنا وعظمة غفرانه لنا!