|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أول حاكم روسي بأميركا
لوحة تجسد شخصية ألكسندر بارانوف خلال الفترة الماضية، امتدت الاحتجاجات التي تلت مقتل جورج فلويد على يد رجال الشرطة يوم 25 أيار/مايو 2020 بمنيابولس بولاية مينيسوتا لتبلغ ألاسكا. وأشار عدد من سكانها إلى المسؤول التاريخي للمنطقة والتاجر الروسي الشهير ألكسندر بارانوف (Alexandre Baranov) واتهموه بارتكاب جرائم ومذابح في حق السكان الأصليين لألاسكا، فهاجموا النصب التذكاري المخصص له بمدينة سيتكا (Sitka)، وأجبروا السلطات المحلية على برمجة عملية إزالته. تمثال ألكسندر بارانوف وقد نُصب هذا التمثال عام 1989 بمدينة سيتكا تخليداً للذكرى المئة لنشأة المدينة، وظل شامخاً بها كأحد أهم معالمها لأكثر من 30 عاماً، قبل أن يطالب عدد من أهالي شعب تلينجيت، المنتمين للسكان الأصليين، بإزالته واعتبروه وصمة عار تاريخية بعد اتهامهم لألكسندر بارانوف، الملقب بـ"بيزارو روسيا"، بارتكاب مذابح وجرائم إبادة. تجارة قضاعة البحر في الرابعة والثلاثين من عمره، حلّ ألكسندر بارانوف، المنحدر من عائلة امتهنت التجارة، عام 1780 بمدينة إركوتسك (Irkutsk) بشرق سيبيريا لمواصلة تجارته عقب جملة من الصفقات الرابحة بكل من موسكو وسانت بطرسبرغ. واتجه لانتداب عدد من البحارة والمغامرين الذين أوكلت لهم مهمة الإبحار قرب سواحل ألاسكا لصيد حيوان قضاعة البحر، المنتشر بكثافة بهذه المناطق، والذي تميّز بفرائه باهظ الثمن. درّت هذه التجارة أرباحاً طائلة، فخلال الرحلة الواحدة كانت السفينة قادرة على نقل ما يعادل 70 ألفاً من الروبلات (العملة الروسية) وهو ما مثّل ثروة حقيقية حينها. لوحة ملونة لألكسندر بارانوف مؤسسة غريغوري شيليخوف وفي حدود العام 1790، تقرّب التاجر غريغوري شيليخوف (Grigory Shelikhov)، صاحب "مؤسسة شيليخوف غوليكوف لتجارة فراء قضاعة البحر" من ألكسندر بارانوف جاعلاً منه مديراً لمؤسسته. وقد أجبرت هذه المؤسسة عدداً من السكان الأصليين لألاسكا، والمنتمين لشعوب ألوتيك والأليوتيين، على صيد حيوان قضاعة البحر الذي نقل فرائه نحو روسيا عبر السفن التجارية التي عبرت المحيط الهادئ. لوحة تجسد التاجر غريغوري شيليخوف من جهة ثانية، أجبِرت هذه الشعوب على الانصياع لأوامر "مؤسسة شيليخوف غوليكوف" بسبب خوفها من شيليخوف الذي لم يتردد في استخدام العنف لإخضاع هذه الشعوب. وتنسب لشيليخوف مذبحة أواؤق (Awa'uq) عام 1784 التي استخدمت خلالها البنادق والمدافع لإبادة الآلاف من شعب الألوتيك. لوحة تجسد معركة ستيكا بارانوف والسكان الأصليون مع وفاة شيليخوف عام 1795، أعيد تنظيم مؤسسته التي عرفت أكثر باسم "المؤسسة الروسية الأميركية"، فأوكلت لألكسندر بارانوف مهام المدير التنفيذي الأول للمؤسسة التي واصلت عملها في مجال تجارة فرو قضاعة البحر. وفي غضون فترة وجيزة، تضاعف رأس مال المؤسسة مرات عدّة فبلغ 2.5 مليون روبل، بعد أن كان قد قدّر بنحو 700 ألف روبل فقط عند وفاة شيليخوف. كما لجأ العديد من أفراد العائلة الحاكمة الروسية للاستثمار بالمؤسسة التي سرعان ما كسبت شهرة كبيرة بكامل أرجاء البلاد. خريطة أميركا الروسية عام 1860 عام 1799، أسس ألكسندر بارانوف منطقة حصن سانت ميشيل التي لقبت لاحقاً بسيتكا/ وبعدها بثلاثة سنوات فقط هاجمت قبائل تلينجيت هذه المدينة فقتلوا عشرات الروس وأسروا آخرين مطالبين بفدية لإطلاق سراحهم. وأمام هذا الوضع، تحرّك بارانوف عام 1804 بمساعدة البحار يوري ليسيانسكي (Yuri Lysianskyi) الذي توقّف حينها بمحض الصدفة قرب ألاسكا للحصول على الغذاء. وبعد أيام من المعارك الدامية، استعاد بارانوف السيطرة على المنطقة وفرض معاهدة سلام على قبائل تلينجيت وقدّم هدايا لقائدهم. لوحة تجسد البحار يوري ليسيانسكي دفن بالبحر لاحقاً، اتجه الرجل الملقب بـ"بيزارو الروسي" لإنشاء مدينة في المنطقة فبنى ثمانية منازل عند مكان نوفو أرخانجيلسك (Novo-Arkhangelsk) واضطر لمواجهة العديد من المشاكل خاصة فيما يخص التموين بسبب التضاريس والرياح العاتية بالمنطقة، والتي حطمت كثيراً من القوارب الروسية. صورة لصك بيع ألاسكا بقيمة 7.2 مليون دولار منذ تعيينه حاكماً على منطقة أميركا الروسية من قبل "المؤسسة الروسية الأميركية"، طالب ألكسندر بارانوف مرات عديدة بإقالته وتعويضه. وخلال مناسبتين فشلت هذه المحاولات، فعام 1811 توفي الشخص الذي كان سيحل محله، إيفان كوخ (Ivan Koch)، بينما كان في طريقه لألاسكا، وبعدها بعامين توفي بديله الثاني تيرتي بورنوفولوكوف (Terti Bornovolokov) عقب تحطم سفينته قرب ألاسكا. سنة 1817، حصل بارانوف على ما يريد حيث حلّ حاكم جديد حمل اسم لودفيغ فون هايغمستر (Ludwig von Hagemeister) بدلاً منه. وفي طريق عودته نحو الوطن، فارق بارانوف الحياة عام 1819 عن عمر يناهز 72 عاماً عند مضيق سوندا ودُفن بالبحر. وبعد مضي نحو 48 عاماً عن وفاة بارانوف، عمدت الإمبراطورية الروسية عام 1867 لبيع ممتلكاتها بالاسكا مقابل 7.2 مليون دولار. |
|