الصـــــــــــــــــــــوم
ينص سفر أشعيا النبي في الفصل 58 أن الصوم ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب بل هو أن تحل أغلال الإثم ونقطع ربط الظلم وجانب المكر والغش ونعتق المستعبدين ونكسر للجائع خبزنا ونأوي الغريب وننصف الأرامل والأيتام .
الصوم زمن تحرر يقدم لنا إمكانية الاستعداد لفصح الرب من خلال مراجعة الحياة بعمق والاهتداء والتوبة الصادقة التي تقوم على انفتاح العقل والقلب على ضوء كلام الله الذي هو ضياء لدربنا اليومي .عندئذ يتسنى لنا ان نكتشف حياتنا المسيحية من جديد والأمانة للعهد الذي قطعناه مع الله من خلال الأمانة والالتزام بدعوتنا المسيحية وعيش قيم الإنجيل في حياتنا اليومية.
الصوم زمن قوي للصلاة والأعمال الصالحة ، عمل الرحمة والمحبة وصوم القلب عن كل ما يشل المحبة وثمارها .أي تعميق جذور المحبة التي تخلق علاقة راسخة مع الله والإصغاء الى صراخ أخينا الإنسان والالتزام به وتلبية حاجاته الملحة .صومنا يدخلنا في روح الاقتسام الجماعي كما عاشها المسيحيون الأولون هذا يلزمنا لا فقط أن نصبح رغيفا يكسر ويوزع ليطعم الجائع أوثوبا يكسو العريان ,بل أن نُسخِّر طاقاتنا لنكافح كل أنواع الجهل العلمي والروحي .أن نمد يدنا الى الضعفاء والمهمشين .أي نكون علامة رجاء وسلام وفرح .
الصوم هو زمن للمسامحة والغفران والسلام الداخلي , ونقاوة القلب وصفاء الضمير والعيش بسلام مع بعضنا البعض وأن نبحث دائما عن الكلمة الطيبة البناءة ونترك كل ما من شأنه أن يجرح مشاعر الآخرين.
الصوم :هو زمن لاكتشاف الفرح الحقيقي الذي يرفعنا الى حياة الله فرح العودة الى الأب والعيش مع الآخرين بالفرح .
الصوم هو زمن الاستنارة بكلمة الله بالتقوى والصلاة وعمل الخير في كل ايام حياتنا.
الصوم هو زمن التحرر :الإنسان يرجع إلى ذاته وهويته ويجدد في ممارسات روحية صادقة ويتحرر من الأنانية وكل ما يقيد ضميره ويتحرر بالمحبة الصادقة والمصالحة شاهدا لكلمة الله إذن يكون زمن الصوم زمن التجدد من القلب .
أشْرِقْ، يا ربُّ، بِوجهِكَ في قلوبِنا وضمائِرِنا، فَنَسيرَ على وهجِ أنوارِكَ، في هذا الصيامِ المُبارَك، ونَصنَعَ مَشيئَتَكَ، ونَحسُنَ في عَينيكَ بِتَصرُفاتِنا، إلى يومِ نَلقاكَ بِالفَرَحِ والحبور، فَنُنشِدَ لَكَ مع الملائِكَة والقديسينَ، ولأبيكَ وروحِكَ القدوس، إلى الأبد..