|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام
إنجيل القدّيس متّى 10 / 16 – 25 قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام. إِحْذَرُوا النَّاس! فَإِنَّهُم سَيُسْلِمُونَكُم إِلى المَجَالِس، وفي مَجَامِعِهِم يَجْلِدُونَكُم . وتُسَاقُونَ إِلى الوُلاةِ والمُلُوكِ مِنْ أَجْلي، شَهَادَةً لَهُم وِلِلأُمَم. وحِيْنَ يُسْلِمُونَكُم، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تَتَكَلَّمُون، فَإِنَّكُم سَتُعْطَونَ في تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ. فَلَسْتُم أَنْتُمُ ٱلمُتَكَلِّمِيْن، بَلْ رُوحُ أَبِيْكُم هُوَ المُتَكَلِّمُ فِيْكُم. وسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم. ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ. وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان. لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ. حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟ التأمل: “هَا أَنَا أُرْسِلُكُم كَالخِرَافِ بَيْنَ الذِّئَاب. فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالحَيَّات، ووُدَعَاءَ كَالحَمَام…” تريدني يا رب أن أكون حملاً بين الذئاب؟… فلن أخاف كل ذئاب العالم لأنك أنت معي…لكني أخاف أن أكون ذئباً دون أن أعلم!!! فَلَو كنت كذلك خذ روحي مني الان، لأني أفضِّل ألف مرة أن أكون مأكولاً من الذئاب ولا أكون مرةً واحدة ذئباً ينهش لحم البشر… فإن وضعت بين يديّ مال الأيتام لا تسمح يا رب أن أن أتلوث من غباره، بل إجعله يتبارك بين يديّ ويتضاعف قيمة وكمية ويصل الى من هم أحوج إليه… وإن أمّنتني على القليل إجعلني أن أكون أميناً عليه … أعطي الجائع خبزه في حينه دون إنتظار أي عرفان بالجميل، وألبس العريان أثواب الحبّ لتقيه قساوة العيون وجفاء القلوب دون مقابل… وأنصر الضعيف حتى ينتصر على ضعفه، والمريض ليتعافى، والصغير لينمو، والبعيد ليعود إلى حظيرة خرافك والخاطىء ليتوب إليك… تريدني أن أكون حكيماً كالحيات؟؟… فالحيات تختبىء عند الخطر في جحورها وأنا ليس لي ملجأ سواك…. سأختبىء تحت ستر جناحيك وفِي ظل حمايتك سأرتمي، فأنت تسترني، لا تفضح خجلي ولا تستغل خوفي… الحيات مضطهدة من الجميع وهكذا هم رسلك، هم الأكثر اضطهاداً في كل الارض… فَلَو طُلب منيّ إنكارك مقابل الاحتفاظ بحياتي ماذا سأقول؟ هل لديّ شجاعة أقباط مصر الذين مجدوك وسبحوك والسيف على رقابهم؟!! إجعلني كواحدٍ مثلهم… الحيات ينزعن عنهنّ ثوبهنّ القديم ويتجددن فيزددن تألقاً ولمعاناً وحيوية… ساعدني يا رب كي أخلع عني كل الاقنعة المستعارة… كل الوجوه البالية… كل التصرفات المزيّفة. ساعدني لأنزع أورام كبريائي كي أدخل من الباب الضيّق إلى رحاب قلب قلبك، إلى قدس أقداس هيكلك فارغاً من ذاتي لتملأني من ذاتك، فقيراً من عالمي لأغتني من عالمك… الْحَيَّات يزحفن دون ضجة، لعدم لفت الانتباه لصون حياتهن ولا يبادلن الأذية بالاذية… فاجعلني يا رب متواضعاً في رسالتي، لا أطلب مجداً لذاتي، أنثر الاحترام على من قصد إهانتي، وأبادل بالحب من قصد إيزائي، وأتمرس على غفران من طعنني في الصميم، وأزرع القمح في حقل من زرع زؤاناً في حقلي، وأسرع إلى نجدة ضعف من أغرقني…وأغفر طائعاً لمن صلبني لأنه حتماً لا يدري ماذا يفعل… ساعدني يا رب كي أحفظ نعمتك بحكمة الحيات دون سمّهنَّ… ووداعة الحمام دون استسلام… آمين |
|