تفاصيل مقتل شاب على يد أسرته
عقدت أسرة في الإسكندرية حفلة تعذيب لتأديب الابن الأصغر بعد أن طال أذاه الجميع، حيث قام بسرقة مصوغات شقيقته لجلب المخدرات، لينتهي الأمر بموته، وحاولت الأسرة استخراج شهادة وفاة طبيعية له، لكن النيابة كشفت تفاصيل صادمة وراء الواقعة.
البداية كانت ببلاغ تلقاه قسم شرطة الرمل أول من أحد الأهالي يفيد وجود جثة بعقار بشارع النعناعي بمنطقة زيزينيا، وانتقل ضباط وحدة مباحث القسم إلى موقع الحادث، وتبين من الفحص وجود جثة للمدعو «ف.ح.ف.أ»، 25 سنة، عاطل، له معلومات جنائية مسجلة.
وداخل إحدى غرف شقة بعقار في الشارع المشار إليه، تقطن بطوابقه عائلة واحدة، عدا شقة مستأجرة لآخر، وجدت الجثة مسجاة أعلى سرير حجرة النوم، وقبل أن يبدأ وكيل النيابة في مناظرتها شاهد آثار قيود وسحجات بمعصم المتوفي، فأمر بإخراج كل من بالحجرة لاستكمال المناظرة التي كشفت عن وجود آثار تعذيب وكدمات بأنحاء متفرقة من الجسم، ما يدل على وجود شبهة جنائية وراء الواقعة.
وبعرض الأمر على المستشار محمود الغايش، المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية الكلية، أمر على الفور بتشكيل فريق من النيابة العامة لكشف غموض الحادث ضم كل من المستشار عمر الركايبي، رئيس نيابة الرمل أول، وكامل مكرم، ومحمد يحي، ومنصور زعلوك، وأحمد زغلول، وكلاء النائب العام.
وفجّر فريق النيابة مفاجأة بعد إعادة معاينة الشقة وعمل التحريات اللازمة بموقع الجريمة لكشف خيوطها وملابستها وسؤال الأهلية والجيران والسكان، حيث أسفر تفتيش الشقة عن العثور على جنزير أسفل سرير حجرة النوم، ووجود عصي وشومة مخبأة خلف الدولاب.
وبمواجهة شقيق المتوفى قرر أن الوفاة طبيعية، وأنه لا يعلم شئ عن الأدوات التي تم العثور عليها. وبسؤال الجيران وسكان الشارع أكد أكثرهم أنهم لا يعلمون شيئا ولم يلاحظوا أي شئ غريب، واستمر فريق البحث في التحقيق 4 أيام متواصلة بعد أن أمر بالتحفظ على الجثة وتشريحها لبيان سبب الوفاة.
ثم حدثت انفراجة في التحقيقات بعد أن قرر أحد الاشخاص من سكان الشارع أنه سمع أصوات صرخات تنطلق من العقار المجاور، وسمع أحد الأشخاص يستغيث قائلًا: «هاتولي ميه حرام عليكم هموت».
كانت هذه الشهادة كفيلة بتضييق الخناق على مرتكبي الواقعة وهم: «م.ح.ف.أ» تاجر خردة، شقيق المجني عليه، و«ص.ح.ف.أ» شقيقة المجني عليه، 33 سنة، ربة منزل، وجارهما المدعو «م.م.أ.ع»، 41 سنة، تاجر سمك، لكنهم أصروا على إنكار صلتهم بوفاته، وبفحص هواتف المتهمين عثر على مقاطع فيديو توضح قيامهم بتعذيب المجني عليه، فاعترفوا بارتكاب جريمتهم، وأن الموضوع بدأ بتقييد المجني عليه بجنزير وتعليقه في السقف وضربه بالعصي والشوم لتأديبه.
وتبين من التحقيقات أن المجني عليه مسجل جنائيا ولم تسلم أسرته وجيرانه من أذاه، وأشاع عن زوجة جاره (المتهم الثالث) بين الجيران أنها سيئة السمعة، بينما حررت له شقيقته المذكورة محضرا بقسم الشرطة تتهمه فيه بسرقة مصاغها قبل نحو 10 أيام وأخلى سبيله.
واعترف شقيقا المجني عليه بالاشتراك مع جارهما في احتجاز شقيقهما المذكور داخل الشقة، وتعذيبه بالضرب بـ«شومة» لمدة 3 أيام، بعد تقييده بجنزير وتعليقه في السقف.
ونفى المتهمون أمام النيابة العامة قتلهم المجني عليه عمدا، وأنهم كانوا يريدون تأديبه وتهديده فقط بعد أن ضاقوا بتصرفاته، وأضافوا أنه عندما أصيب بحالة إعياء بسبب الضرب أحضروا له طبيب في المنزل لكنهم فوجئوا بوفاته بعدها بيومين.
وبعرص نتائج التحقيقات على المستشار محمود الغايش، المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية، أمر بحبس المتهمين الثلاثة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد، وتشريح جثة المتوفي، والتحفظ على هواتف المتهمين التي تحوي مقاطع فيديو لتعذيب المجني عليه وتفريغها بمعرفة الجهات الفنية المختصة وسرعة إجراء تحريات المباحث حول الواقعة.
هذا الخبر منقول من : المصري اليوم