|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خفت لئلا ينسكب عليها الصوص
أسرة كأي أسرة من رعية الكنيسة قاموا بدعوة قسيس الكنيسة على العشاء ، و بعد العشاء لم يجدوا الخمسين جنيهاً التي كانوا قد وضعوها على السفرة قبل العشاء ، وبعد أن غادر أبونا البيت ، تحدثت الزوجة مع زوجها بغيظٍ شديد قائلة : أنظر ، لقد سرق أبونا الخمسين جنيهاً من على السفرة ! أجابها الزوج : نعم بلا شك هو الذي سرقها لأنه لم يكن هناك شخص غريب في البيت سواه ، رغم أننا كنا سنعطيها له عن طيب خاطر و قد وضعناها على السفرة لهذا الغرض ، هذا القسيس حرامي ولن نذهب لنصلي في كنيسته مرة أخرى .. بالفعل إنقطع الزوجين عن الصلاة في كنيسته ، وبعد مرور شهرين تقابلت الزوجة بالصدفة مع القسيس في الشارع ، فحدثته بحدة قائلة له : بلا شك أنك لاحظت إنقطاعنا عن الصلاة في كنيستك لمدة شهرين ، ألا تعرف السبب !! سألها : وما السبب ؟ أجابته : لأنك أخذت الخمسين جنية الموضوعة على السفرة ! أجابها القسيس : نعم أخذتها ووضعتها تحت إنجيلك لأنها كانت موضوعة أمامي فخفت لئلا ينسكب عليها بعض من الصوص ، قال هذه العبارة ثم تركها ومضى ! أسرعت الزوجة إلى البيت و رفعت إنجيلها لتجد أن الخمسين جنيهاً موضوعة تحته !! القسيس لم يكن حرامي كما ظنوا ، كل ما في الأمر أنها لم تقرأ الإنجيل منذ شهرين !!!!! الناس ليسوا سيئين جداً كما تتصور ، ربما تتصورهم هكذا لأنك بعيد عن الإنجيل ! العبرة : هناك فرقٌ بين الظن في أن الآخرين أساءوا إلينا، والتأكُّد أنهم أساءوا إلينا فعلاً. و يعلّمنا القول المبارك: «اَلْمَحَبَّةُ لا تَظُنُّ ٱلسُّوءَ» أن نتأكد من كل حقيقة قبل أن نُصدر حكماً فيها، لأن ظنّ السوء يؤذينا ويؤذي غيرنا. و المحبة لا تظن السوء لأنها تتأنى وترفق، فلا تصدر أحكاماً سريعة، بل تعطي نفسها فرصة لتتأكد. الشاهد أقتباس كتابي "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 4-8) |
|