منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2020, 06:39 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,190

شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( *نوح وفلكه*)

*نوح وفلكه*

*هل يمكن أن نذكر نوح دون أن نذكر الفلك أيضاً؟وأليست قصة نوح مرتبطة إلى حد بعيد بقصة ذلك الفلك الذى كان حداً فاصلاً بين عالم قديم وآخر جديدولعله من اللازم أن نقف قليلاً منه لنسمتع إلى ما يمكن أن يعظ به يتحدث...

* وأغلب الظن أنه سيكشف لنا عن هذه الحقائق العظيمة التالية...

*الفلك وعدالة الله*
ترى هل هناك فى التاريخ ما هو أعلى صوتاً وأقوى عبارة فى الحديث عن عدالة الله كفلك نوح؟

*لقد أمرنى الله ببناء هذا الفلك لأن الأرض امتلأت ظلماً، ومن ثم كان لابد أن يضع الله نهاية لهذا الظلم، وهو السيد والملك والحاكم والديان العادل، وكان لابد في الوقت ذاته من أن يصنع تفرقة بين البار والأثيم...

*فلا يهلك البار مع الأثيم، وإذ وجد لديه إنساناً واحداً باراً مع بيته، أمرنى بصنع الفلك والدخول فيه، ليقيم بذلك حكم العدالة فلا يقال: "أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً"...

* لقد أوتيت شيئاً من النبل وسمو الخلق، فمقت الظلم، وكرهت الطغيان، ونشدت العدالة، وأفخر بها كما كان يفخر الإغريق بالعدالة فقد رمزوا إلى العدالة بامرأة معصوبة العينين، تمسك بيدها ميزاناً للحكم بالعدل بعيداً عن الهوى والحيز والميل...

*إن عدالة الله هى الملاذ الذى يلجأ إليه كل تعس شقى مظلوم فى الأرض، وهو العدالة التى تجعلنا نقول إن عدالتك يا رب هى الفراش الذي تهجع إليه قلوبنا القلقة، حيث تنام متاعبنا، وتنتهى ضيقاتنا...

*الفلك وقداسة الله *
وقد تحدث الفلك أيضاً عن قداسة الله، إذ أنه قدوس يكره الخطية، ولا يتصورها، وإذا كانت السماء ليست بطاهرة أمام عينيه، فهل يعقل أن يسكت على الأرض وقد امتلأت بالفساد أمام عينيه؟

* لقد كانت الأرض يا أولادى أشبه بالثوب المتسخ أو الوعاء القذر، الذي لابد أن يغسل وينظف؟وقد غسلها الله بالطوفان، ليبدأ معى ومع بيتى حياة من جديد.

*الفلك ورحمة الله*
وقد كان الفلك أيضاً إعلاناً عن رحمة الله، لا بالنسبة لى فحسب بل بالنسبة أيضاً للذين هلكوا، كيف لا وقد أبى الله أن يباغت الناس بالطوفان بل أمهلهم مئة وعشرين سنة صنعت فى أثنائها الفلك، وكان كل مسمار فيه، وكل قطعة خشب، تنادى الناس وتحذرهم من الغضب الرهيب الآتى؟

*وهل يمكن أن يجد المرء عذراً للعدد الكبير الهائل ممن اشتركوا في بنيانه وصنعه، من عمال وصناع ونجارين وحدادين وغيرهم، ممن كان من المحال أن يصنع الفلك بدونهم؟

*الفلك ومحبة الله*
على أن الفلك إن تحدث آخر الأمر فإنما يتحدث قبل كل شىء، وبعد كل شيء عن محبة الله العميقة العجيبة غير المتناهية للناس...

*كيف لا والفلك ليس إلا رمزاً للخلاص المجانى الكامل المجيد الذى لنا فى الرب المسيح يسوع...

*لقد صنعت الفلك بترتيب الله وحكمته دون أن يكون وليد فكرى ورأيى ومشورتى وتدبيرى، وهكذا كان الخلاص منبعثاً من أعماق المشورة الإلهية الأزلية من دون فكر أو شركة للناس...

*يضاف إلى هذا أن الخلاص من الطوفان لم يكن إلا بشىء واحد لا غير، ألا وهو الاتجاء إلى الفلك، والدخول فيه، والاحتماء به، وهكذا خلاصنا الأبدى لا يمكن أن يكون سوى بالاندماج في المسيح، فلكنا العظيم، والاحتماء به والاختباء فى جنبه المطعون...

*وكما احتمل الفلك جميع التيارات واللجج والأمواج المتلاطمة التى كانت تصفعه، وتحيط به من هنا ومن هناك، هكذا احتمل المسيح يوم الصليب جميع تيارات الله ولججه التى طمت عليه...

* لقد كنت أسبح وأغنى أنا وأولادى وبيتى، ونحن داخل الفلك، لرحمة الله وجوده ومحبته التى أعدت لنا هذا الخلاص العظيم....

أفلا يجمل بنا أن نغنى فى المسيح لرحمة الله ومحبته الأبدية التى لا تدرك أو توصف...

*نوح وميثاق الله معه*
*وأخيرا أختم بذلك العهد و الميثاق الذى أقامه الله معى ومع نسلى إلى الأبد عندما قال: "وضعت قوسى فى السحاب،فتكون علامة ميثاق بينى وبين الأرض"

* كان هذا القوس "مبشر الله فى الجو" وفى الواقع أنها إن تحدثت عن شىء فإنما تتحدث أولاً قبل شىء عن وجود الله ولطفه وحنانه ورحمته..

*خرجت من الفلك، وتأملت هنا وهناك، فإذا به أرى من المناظر ما يملأنى رعباً وخوفاً وهلعاً، لقد أبصرت الدنيا حولى خراباً، أبصرت الله وقد قضى على كل حى أين الرجال الذين رأيتهم مراراً؟

*أين المدن المرتفعة أين الجمال والحياة البشرية العامرة الزاخرة؟ لقد انقضت هذه كلها، وأضحت أثراً بعد عين، وانتابنى ، الإحساس الغامر الرهيب بالخوف والقلق والاضطراب...

*ألا يمكن أن يتكرر الطوفان مرة أخرى؟وألا يمكن أن تحدث هذه المأساة بين بنيى وأحفادى فى المستقبل القريب أو البعيد؟

*وصليت وتضرعت إلى الله، ألا يحدث مثل هذا الطوفان مرة أخرى؟ وأجابنى الله على هذه الصلاة "بأن رفعت عينيى إلى فوق، وأرانى قوس قزح الجميلة المنظر، وكأنما يقول لى لا تفزع يا نوح أو تخف، فأنا لست الإله المنتقم القاسى الرهيب الذى تظنه، بل أنا الآب المحب العطوف الجواد....

*تأمل قوس قزح هذا وهل تجده يشابه قوس الحرب والقتال؟

*كلا فإنك لن تجد فى هذا القوس سهماً، بل ستجد القوس نفسه وقد تجرد من الوتر، وانحنى إلى أسفل ليمس الأرض مساً رقيقاً خفيفاً....

*وهكذا كان عهد الله وميثاقه معى عهد الصداقة والمودة والرفق والجود والمحبة التي لا يمكن أن تقهرها خطية أو إثم..

*على أن قوس قزح تحدث مع ذلك عن كمال الله وقداسته، إذ أن هذه القوس مكونة من سبعة ألوان والسبعة تكون مجتمعة معاً، فاللون الأبيض الذة يرمز إلى القداسة والكمال، أو فى لغة أخرى أن كل صفات الله تعبر مجتمعة معاً عن قداسته ونقاوته الكلية وأنه مع محبته للخاطيء، ورحمته له، لا يمكن أن يشق الطريق إليه إلا بطلب القداسة والسعي ورائها: "القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب"
عب 12: 14.

*وآخر الكل أن هذه القوس تحدث عن جمال الله وحلاوة الشركة معه؟ وهل رأيت مثل قوس القزح فى الجمال.

*حقا يا أولادى لقد أدركت أن الميثاق مع الله يأسر القلب، ويملك اللب، ويخلب المشاعر، ويرفع النفس إلى لذة لا توصف؟

*وعلمت أن الحياة مع الله لها متعة دونها كل متع الحياة ومسراتها وملاهيها ومباهجها...

*لقد تبينت أن الوجود كله يرقص ويغنى أمام عينى "لقد بدا جلال الله البارع أمامى فى كل شىء، فى الشمس، فى القمر، فى النجوم، فى الحياة، فى الطبيعة بأسرها ....

* لقد خلق ابن الله العالم لهذه الغاية: أن يظهر من ورائه بصورة ما عظمته ومجده، فعندما نبتهج بالزهر المونق والنسيم الرقيق يمكننا أن نكتشف إحسان المسيح..

* وعندما أتأمل الورود العطرة وزنابق الحقل البيضاء
أتبين محبته ونقاوته، وهكذا الأشجار وأغانى العصافير ليست إلا إعلاناً عن فرحة وجوده، والأنهار وتموجات المجارى ليست إلا مظهراً لوقع أقدام نعمته وجماله....

و*حين ألحظ لمعان الشمس والشفق الذهبى أو قوس قزح الجميلة يمكننى أن أرى جلاله وطيبته، ولهذا دعى المسيح شمس البر، وكوكب الصبح، ونرجس شارون، وسوسنة الأودية...
......
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( راعي من الرعاة ) شخصيات الميلاد
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (عزرا)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (قايين)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (*نوح الصبور*)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (لوط وزوجته )


الساعة الآن 05:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024