|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَهَرَبَ مُوسَى عِنْدَ هـذَا الكَلام، وصَارَ غَريبًا فِي أَرْضِ مِدْيَن
الجمعة الثالث من زمن العنصرة وفِيمَا كَانَ يَقْتَرِبُ أَوَانُ الوَعْدِ الَّذِي وَعَدَ اللهُ بِهِ إِبْرَاهِيم، نَمَا الشَّعْبُ في مِصْرَ وتَكَاثَر، إِلى أَنْ قَامَ في مِصْرَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُف، فَغَدَرَ هـذَا الـمَلِكُ بِأُمَّتِنَا، وتَمَادَى في الإِسَاءَةِ إِلى آبَائِنَا، حَتَّى إِنَّهُ أَرْغَمَهُم عَلى رَمْيِ أَطْفَالِهِم، لِئَلاَّ يَبْقَوا أَحْيَاء. فِي ذلِكَ الوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى، وكَانَ جَمِيلاً فِي عَينِ الله. وتَرَبَّى ثَلاثةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيه، ولَمَّا رَمَاهُ أَهْلُهُ، انْتَشَلَتْهُ ابْنَةُ فِرْعَون، ورَبَّتْهُ كَابْنٍ لَهَا. وتَأَدَّبَ مُوسَى بِحِكْمَةِ الـمِصْرِيِّينَ كُلِّهَا، وكَانَ قَدِيرًا فِي أَقْوَالِهِ وأَفْعَالِهِ. ولَمَّا تَمَّ لَهُ مِنَ العُمْرِ أَرْبَعُونَ سَنَة، خَطَرَ لَهُ أَنْ يَتَفَقَّدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيل. ورَأَى وَاحِدًا مِنْهُم يَعْتَدِي عَلَيْهِ مِصْرِيّ، فَدَافَعَ عَنْهُ وقَتَلَ الـمِصْرِيَّ انْتِقَامًا لِذلِكَ الـمَظْلُوم. وظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ سَيَفْهَمُونَ أَنَّ اللهَ يُؤْتِيهِمِ الـخَلاصَ عَلى يَدِهِ، لـكِنَّهُم لَمْ يَفْهَمُوا. وفِي اليَومِ التَّالِي حَضَرَ بَينَ اثْنَينِ مِنْهُم يَتَقاتَلان، فَدَعَاهُمَا إِلى تَبَادُلِ السَّلامِ قَائِلاً: أَيُّهَا الرَّجُلان، أَنْتُمَا أَخَوَان، فَلِمَاذَا يَعْتَدِي أَحَدُكُمَا عَلى الآخَر؟ فَدَفَعَهُ الـمُعْتَدِي عَلى رَفِيقِهِ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ عَلَيْنَا رئِيسًا وقَاضِيًا؟ أَلَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسِ ذلِكَ الـمِصْرِيّ؟ فَهَرَبَ مُوسَى عِنْدَ هـذَا الكَلام، وصَارَ غَريبًا فِي أَرْضِ مِدْيَن، وهُنَاكَ وَلَدَ ابْنَين. قراءات النّهار: أعمال الرسل 7: 17-29 / يوحنا 16: 25-28 التأمّل: نتابع مع إسطفانوس تأملاتنا بشخصيّات من العهد القديم واليوم نتوقّف عند شخصيّة موسى! بعد موت يوسف بفترة، عانى الشعب العبرانيّ من الاضطّهاد وأتى دور موسى في سياقٍ صعب جدّاً خاصةً حين عرفه الجميع كعبراني ذي تنشئة مصريّة. لقد بدأ موسى حياته كقاتل ولكنّه تابعها كمؤمنٍ بالربّ وكيدٍ للربّ في سياق مسيرة خلاص الشعب من الجور وخروجه نحو أرض فلسطين عبر الصحراء. إن علاقتنا مع الله لا تحتكم إلى ماضينا بل إلى حاضرنا فالله لن ينظر إلى خطايانا بقدر ما تعنيه توبتنا وقبولنا لغفرانه وتغيّر قلبنا بناءً على هذه المحبّة العظيمة! |
|