|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك اسطورة يونانية تتكلم عن شخص اسمه ايكاروس، كان مسجوناً في متاهة مع ابيه دايدالوس، بقرار من الملك مينوس. فاعدّ دايدالوس خطة للفرار بصنع جناحين من الريش يتثبتان على الظهر بالشمع، له ولابنه ايكاروس. وقد حذّر ابنه من التحليق قرب الشمس. ولكن سرعان ما اتجه ايكاروس اثناء طيرانه نحو الشمس ، فذاب الشمع، وهوى في بحر ايجه غريقاً. تشبه محنة ايكاروس محنتنا في الاقتراب من شمس الله. ففي مرات كثيرة، ننظر الى انفسنا كمؤمنين، ولكننا في الحقيقة لسنا سوى "متدينين" : - نصلي الى الله، وفي الوقت نفسه، نتكلم على الناس بالغيبة. - نصوم عن الملذات، وفي الوقت نفسه، نتلذذ في نشر الفضائح ونقل الشائعات وتشويه السُمَع. - نتزكى على المحتاجين، وفي الوقت نفسه، ننشر صورنا في الفيسبوك ونحن نهب العطية. - نقرأ الكتاب المقدس يومياً، وفي الوقت نفسه، نستمتع في تأليف كتب سوداء عن الناس واثارة الأحقاد. اذا حلقنا بأجنحة "التديّن"، مُساقين برغبات الأنا، فان مصيرنا سيبدو محتوماً؛ وهو الغرق في بحر العالم الهائج المائج. أما اذا حلقنا بأجنحة الايمان الحي المقدس : - نصلي الى الله، وفي نفس الوقت ، نحمل كل الحب والتمنيات السعيدة للآخرين، رغم كل الظروف. - نصوم عن الملذات، وفي الوقت نفسه، نتسلق سُلّم يعقوب، حاملين بين أيدينا بشراً مجروحي الداخل. - نتزكى على المحتاجين، وفي الوقت نفسه، نتكوّن بالخفية في رحم العطاء. - نقرأ الكتاب المقدس يومياً، وفي الوقت نفسه، نتعمذ بكلمة الرب التي تقربنا من الله والآخر الغريب. فلا تثبتْ أجنحتك الروحية بشمع الأنا ... بل حلّق بأجنحة الروح القدس! |
|