|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معرفة اللاهوت تذوق واختبار
فرأيناه وشاهدناه متجسداً ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فأن أراد أحد أن يعرف اللاهوت ويفهم ويستوعب الأسفار المقدسة بتدقيق ليعرف الحق المعلن فيها وينال قوة الحياة ويدخل للحضرة الإلهية، عليه أن يُدرك أن مفتاح المعرفة الإلهية الحقيقي هو الإيمان بالابن المتجسد حسب التدبير، الذي صلب ومات وصعد ودخل للأقداس بجسم بشريتنا مرة واحدة فوجد لنا فداءً أبدياً، لذلك قال الرب: وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ (يوحنا 17: 3)
مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ (للموت) لأَجْلِي (غلاطية 2: 20)، ولذلك نحن لا نستطيع أن نُحدد ما هي الحياة في الإيمان من خلال مقولات فلسفية وتعبيرات مجردة لاهوتية درسناها أو عرفناها من الناس، أو قيلت لنا كمجرد عقيدة في طائفة، لأن الحياة من المستحيل أن يتم تحديدها لفظياً حسب الدراسات العادية أو العميقة ولا حتى نقدر أن نخطها في كتب لأنها تسبق الكلمات وتعلو فوق كل التعبيرات، لأننا نأخذها هبة وعطية لنحيا في شركة مع الله والقديسين في النور، وبذلك ندخل في بهجة فرح الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، لذلك قال الرسول: + الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً (1يوحنا 1: 3، 4)
* أن لم تقودنا الألفاظ والتعبيرات اللاهوتية ومعرفتنا بالكتب المقدسة والعقيدة لحياة الشركة لنكون رعية مع القديسين وأهل بيت الله، فهي معرفة مغشوشة باطلة تقودنا لطريق مخالف اسمه (الظلمة الخارجية)، وتجعلنا نتجادل ونحارب بعضنا البعض، لأن كل واحد سيتمسك بما تعلمه عن الله ولم يختبره في حياته الشخصية في واقع حياته اليومية، وبذلك يعمل في اتجاه آخر مخالف تماماً للتدبير الخلاصي المعلن في الإنجيل، وبالتالي فأن كل لاهوت أو معرفة مجردة من الخبرة والإنسان لم يشعر بهذه النقلة: من الموت للحياة ومن الخطية للبرّ، فهي تعتبر معرفة شياطين لأن الشياطين تؤمن وتقشعر، وتعرف الكتب المقدسة أكثر منا بكثير جداً، لذلك علينا أن نسعى أن يكون لنا شركة دائمة مع الله في النور ونحيا في تلك الحضرة المجيدة بطلب الرب باشتياقات قلوبنا، لأننا لو طلبناه بكل قلبنا سنجده حاضر لأن هذا هو وعده لكل من يطلبه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
واختبار لله لم تتذوقه من قبل |
معرفة الله* معرفة الناس* معرفة النفس ( 2) |
معرفة الله* معرفة الناس* معرفة النفس ( 1 ) |
(العتق واختبار رومية) |
علم اللاهوت، وهل يوجد ما يُسمّى اللاهوت العربي؟! |