|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه…”
إنجيل القدّيس لوقا 12 / 8 – 12 قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله.وَكُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ. وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه». التأمل:” فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه…” حصل أن أدخلت والدتي الى طوارىء إحدى المستشفيات في جبل لبنان، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة قرر الطبيب إبقاءها في المستشفى لاستكمال العلاج لها. لكن بعد سؤال مكتب الدخول تبين أنه لا يوجد أسرّة فارغة لاستقبال حالات جديدة، ولا مكان أيضاً في الطوارىء وبلغ عدد المنتظرين أكثر من سبعة عشر مريض!!! سألت الموظف:” ما العمل؟” أجابني بكل تهذيب:”نعمل على حل المشكلة وإيجاد الحل المناسب، لكن يلزمنا بعض الوقت..” طبعاً لا يطاق الانتظار في الطوارىء فهو صعبٌ جداً على المريض وبالأكثر على أهله. طال الانتظار والفرج لم يأت، وابتدأ التململ فارتفعت حدة المراجعات مع تقدم ساعات الليل حتى تعالى الصراخ وبلغ الأمر بالبعض إلى إطلاق الشتائم والتهديدات للطاقم الطبي الذين أصابهم الذهول فتوترت الأجواء وصار الوقت ثقيلاً جداً. كنت أتفقد الموظف المسؤول وإذا بشاب يضرب على الزجاج ويقول:”أعطني الاوراق فوراً لا أريد البقاء هنا لحظة واحدة” أجابه الموظف من وراء الزجاج: ”مابدها هالقد طول بالك الشغلة مش بإيدنا في عجقة كرمال هيك جبنا الموظفين من البيوت تنحل المشكلة وفي خطر عالمريض اذا طلع من الطوارىء..” أجابه بحديّة:” لا…. ما ترجع!!!” هنا تدخلت وطلبت من الشاب أن يهدىء أعصابه عارضاً عليه أن يأخذ مكان والدتي اذا وجدت سريراً لها قبله… فرمقني بنظرات باردة وقال:”انتو الخوارنة…” وخرج دون أن يُكمل كلامه. بعد دقائق عاد ووقف بالقرب مني، سألته:” من المريض؟” قال:”أمي..” وسكت. في تلك اللحظة مرّت أمام ناظري الحياة بأكملها وتساءلت في نفسي، لو كانت أمه واقفة تنتظر بدلاً منه، هل ستصل إلى هذا الموقف أن تجدف على ابنها وتطلب إخراجه من الطوارىء ولو شكلّ ذلك الأمر خطراً على حياته؟؟ سوف تنتظر حتى يملّ منها الانتظار.. لن تجدف عليه… لن تنكره أمام الناس… لن تتعب من المراجعة… لن تفكر بالتعب ولا بالقهر ولا بثقل الليل وعبء النهار… عندما اكتشف أني جادٌ بما قلت له عاد إلى هدوئه وانتظر فتغيّرت ملامح وجهه وظهر في عينيه بريق رجاء سرعان ما تحوّل إلى حقيقة لحظة سماعه الموظف ينادي اسمه ليستلم إذن دخول والدته الى المستشفى… أعطنا يا رب نعمة روحك القدوس في الأوقات الحرجة لنشهد لك ليس بالكلام بل بالعمل والحق. آمين |
|