|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأثير “التعرض المجرد” يعمل ضدنا أحد أهم الأسباب التي تجعلنا لا نحب صورنا الشخصية وننظر إليها بامتعاض، أن هذه الصور تُقدّم منظورًا لوجوهنا أقل دراية لنا. على سبيل المثال، نجد أنفسنا جذابين في المرآة لأننا اعتدنا النظر إلى انعكاسنا في المرآة عدة مرات في اليوم حتى ألِفنا هذا الشكل، في حين أي صور شخصية لنا تُظهرنا بطريقة مختلفة عمّا يفعل انعكاس المرآة، يجعلنا نتساءل: “هل أبدو كذلك في الواقع؟” هذه حقيقة ومؤكد أنك اختبرتها من قبل. هذا الشعور ليس تجاه صور شخصية لنا نتعامل معها بأنها أقل من شكلنا الحقيقي، إنما ينعكس ذلك بطريقة تعاملك مع الطعام! فتناولك وجبة باستمرار يزيد من تفضيلك لها، كذلك تعاملك مع شخص ما باستمرار يزيد من فرصة نشوء صداقة بينكما. نفس الأمر ينطبق على رؤية شكلك في المرآة باستمرار يجعلك تُفضّل انعكاسك على شكلك في الصور الفوتوغرافية. في الوقت الحالي، يبدو السخط تجاه الصور الشخصية واضحًا في لجوء الناس إلى تعديل صورهم قبل نشرها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. فلو كان كل شخص يشعر بالرضا تجاه صورته، فسيقوم بنشرها دون أي تعديل أو تردد، وهو ما لا يحصل! لكن اطمئن، فصورك التي تظن أنها ليست جميلة لا ينظر إليها الآخرون بنفس المعيار الذي تحكم به على نفسك. بالعكس تمامًا، رؤية الآخرين لصورنا تكون من منظور أقل نرجسية وتشدّد وتمنّع، وعادةً ما يجد الآخرون أن صورك التي تظنها بشعة جميلة ومثالية كذلك! في النهاية، المشكلة لا تكمن في “رهاب الكاميرا”، لكنها عرَض من أعراض النقد الذاتي والحكم الذاتي القاسي. إن كان الأمر كذلك، بنحن بحاجة إلى المزيد من التعاطف مع الذات وتقبّل الذات. الخطوة الأفضل هي التعامل مع النفس بقدر من الاحترام والرحمة، وتعزيز الثقة لتقبّل الذات بكل عيوبها. |
|