|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جِئْتُ إِلى هذَا العَالَمِ لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون
إنجيل القدّيس يوحنا 9 / 26 – 41 قَالَ الفرِّيسِيُّونَ لِلأَعمَى: «مَاذَا صَنَعَ لَكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». أَجَابَهُم: «قُلْتُ لَكُم ومَا سَمِعْتُم لِي، فَلِمَاذَا تُرِيْدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا مَرَّةً ثَانِيَة؟ أَلَعَلَّكُم تُريدُونَ أَنْتُم أَيْضًا أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاميذ؟». فَشَتَمُوهُ وقَالُوا: «أَنْتَ تِلميذُهُ! أَمَّا نَحْنُ فَتَلاميذُ مُوسَى! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسَى، أَمَّا هذَا فلا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ!». أَجَابَ الرَّجُلُ وقَالَ لَهُم: «عَجَبًا أَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لا يَسْمَعُ لِلْخَطَأَة، بَلْ يَسْمَعُ لِمَنْ يَتَّقِيهِ ويَعْمَلُ مَشِيئتَهُ. لَمْ يُسْمَعْ يَوْمًا أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَي مَنْ وُلِدَ أَعْمَى. فَلَو لَمْ يَكُنْ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لَمَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا». أَجَابُوا وقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ كُلُّكَ وُلِدْتَ في الخَطَايَا، وتُعَلِّمُنَا؟». ثُمَّ طَرَدُوهُ خَارِجًا. وسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُم طَرَدُوه، فَلَقِيَهُ وقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ أَنْتَ بِٱبْنِ الإِنْسَان؟». أَجَابَ وقَال: «ومَنْ هُوَ، يَا سَيِّد، فَأُؤْمِنَ بِهِ؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لَقَدْ رَأَيْتَهُ، وهُوَ الَّذي يُكَلِّمُكَ». فَقَال: «أَنَا أُؤْمِن، يَا رَبّ». وسَجَدَ لَهُ. فَقَالَ يَسُوع: «جِئْتُ إِلى هذَا العَالَمِ لِلدَّيْنُونَة، لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون».سَمِعَ هذَا الكَلامَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّينَ الَّذينَ كَانُوا مَعَهُ، فَقَالُوا لَهُ: «وهَلْ نَحْنُ أَيْضًا عُمْيَان؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَوْ كُنْتُم عُمْيَانًا لَمَا كَانَتْ عَلَيْكُم خَطِيئَة. ولكِنْ مَا دُمْتُم تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِر، فَخَطِيئَتُكُم ثَابِتَة. التأمل: «جِئْتُ إِلى هذَا العَالَمِ… لِيُبْصِرَ الَّذينَ لا يُبْصِرُون، ويَعْمَى الَّذينَ يُبْصِرُون» لا يريد اليهود الإيمان بيسوع. لأنهم لا يريدون الانتقال الى عصر النور، لا يستطيعون ترك شريعة الحرف، التي تستعبد الانسان. استجوبوا الأعمى علهم يأخذون كلمة أو تصرف يناقض تلك الشريعة الخشبية لينقضًًًّوا على يسوع. لكنهم خسروا الرهان اذ أن الأعمى كان قد أبصر نوراً عظيماً، فشتموه وأهانوه، واستعملوا موسى كالعادة لنبذ الخلاص الآتي لبني البشر، ثم طردوه خارجاً… “أَنْتَ كُلُّكَ وُلِدْتَ في الخَطَايَا، وتُعَلِّمُنَا؟”، وكأنهم حكموا عليه بالإعدام…لا حياة للخاطىء، لا بدايات جديدة، لا نهاية للعنف، لا حدّ للظلم والظلام. عاد يسوع ولقيه بعد أن طردوه، اهتم لأمره، سمع أخباره، بحث عنه ولقيه، وأتى به الى أحضانه كالخروف الضال، سائلاً إياه الإيمان بابن الانسان، إبن قضاياه، إبن أوجاعه، إبن أحلامه، إبن فرحه، إبن حزنه، إبن معاناته… حاملاً خطاياه، رافعاً إياه على أكتافه، وجميع من في الارض يَرَوْن فرحه. ما أجملها لوحةً، الأعمى يتوق شوقاً الى الله والله يقود خطاه من الموت الى الحياة. إيمان الأعمى ينمو تدريجياً، في البداية سرد للفَرِّيسِيِّينَ ما حصل معه، ثم قارعهم واستفزهم، مطلقاً على يسوع صفة الانسان، ثم قال أنه نبي، ثم استنتج أنه من الله، ثم يؤمن به كابنٍ لله بعد لقائه به ثانية، ويعبده بالحق والروح. رافق يسوع مسيرة الأعمى الإيمانية صابراً عليه، قاده في طريق الحق والحياة حتى تحققت توبته وتغيره وشفاءه العميق والناجز. ونحن الان ماذا نقدم لعميان عصرنا؟ هل نستطيع إنقاذهم من عمى بصيرتهم؟ هل نعرفهم؟ هل نبحث عنهم؟ هل نهتم لأمْرهم؟ هل نستقبلهم عمياناً بيننا ونحضنهم عندما يشفون؟ |
|