من هو صائد الجوائز ؟ وماذا يفعل؟
عرضت السينما الأمريكية شخصية صائد الجوائز Bounty Hunter في الكثير من أفلامها، وصوّرته على أنه شخص يُلاحق المجرمين لتسليمهم للشرطة، ويعمل إلى جانب الشرطة في إنفاذ القانون، لكن بوسائله الخاصة. فماذا تعرف عن شخصية صائد الجوائز؟ وهل هي مهنة رسمية؟ وهل يُمكن العمل بها في منطقتك؟
من هو صائد الجوائز Bounty Hunter؟
من المهن الغريبة التي قد يتّخذها البعض ولاقت انتشارًا كبيرًا في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد. إذ شرّعت العديد من الولايات الأمريكية عمل صائد الجوائز، في حين منعت ولايات أخرى هذا العمل واعتبرته خرقًا للقانون.
وتنطوي وظيفة صائد الجوائز على الإمساك بالمجرمين الهاربين من المحاكمة. ففي نظام المحاكمة الأمريكي، عند الإمساك بالمتّهمين وتحويلهم للمحاكمة، يُمكن أن يخرج الشخص من السجن مقابل دفع مبلغ مالي يُسمى “الكفالة”، هذا المبلغ مسترّد بمجرد أن يقوم المتّهم بتسليم نفسه للشرطة قبل موعد المحاكمة المنتظَر، وإن لم يُسلّم نفسه وهرب من المحاكمة، فإن أمواله غير مستردة وتُصبح من حق الحكومة.
وفقًا لهذا النظام، تعمل العديد من مكاتب دفع الكفالة على إخراج الناس من السجن عبر دفع كفالتهم مقابل فائدة مستحقّة للمكتب يدفعها الشخص لقاء كفالته، حيث يقوم المكتب بدفع المبلغ إلى المحكمة. وفي حالة تخلّف الشخص عن تسليم نفسه للشرطة، فإن المكتب لا يسترد المبلغ الذي دفعه ويخسره.
هنا تبرز حاجة المكتب لتوظيف صائد جوائز محترف يقوم بالإمساك بالمجرم وتسليمه للشرطة من أجل أن يسترد المكتب قيمة الكفالة التي دفعها، وعبر اتّفاق مسبق مع صائد الجوائز، يحصل على نسبة من قيمة الكفالة أو مبلغ ثابت متّفق عليه مع المكتب. وعادةً ما تكون النسبة التي يحصل عليها صائد الجَوائز تتراوح بين 15-20% من قيمة الكفالة، وقد ترتفع هذه النسبة حسب قيمة الكفالة وإن كان المتّهم مهمًا للحكومة ومجرمًا خطيرًا، حينها قد يحصل صائد الجَوائز على مبلغ ضخم للغاية.
هل هناك قوانين تحكم عمل صائد الجَوائز؟
كما ذكرنا من قبل، فإن عمل صائد الجَوائز يُعتبر شرعي وقانوني في بعض الولايات الأمريكية، وغير قانوني في ولايات أخرى. وأن تعمل كصائد للجوائز يعني أن عليك أن تتمتّع بمهارات بدنية وقتالية عالية، لأنك قد تضطر للاشتباك مع المجرم قبل إلقاء القبض عليه. كما أنها مهنة خطيرة، فقد يضطر صائد الجَوائز للاشتباك بالأسلحة مع المجرمين الخطرين، أو دخول مناطق العصابات الإجرامية. هذا الأمر يعني أن صائد الجَوائز قد يتمتّع ببعض الحرية التي تُجيزها له الحكومة، مثل أنه لن يُخالف إذا اقتحم ملكية خاصة بالمتّهم في سبيل القبض عليه، أو أنه لن يتعرّض لمساءلة قانونية إن ألحق بعض الأذى في مجرم خطير أثناء القبض عليه لتسليمه للشرطة.
لكن أمورًا أخرى يُحظر على صائد الجوائز أن يقوم بها، مثل اقتحام ملكيات خاصة بآخرين كان المتّهم قد احتمى بها من الشرطة، أو العمل في ولايات تحظر عمله أو في بلدان خارج الولايات المتحدة. فوظيفة صائد الجَوائز غير مشرّعة سوى في عدد قليل من البلاد، من بينها إلى جانب الولايات المتحدة، الفلبين. وإن حصل أن تم القبض على صائد جوائز في بلدٍ ما لا يُشرّع عمله، فإن سيُحاكم بتهمة الاختطاف، بغض النظر عن خطورة المجرم الذي يُحاول القبض عليه.
هل تستحق هذه المهنة كل هذا العناء؟
بالتأكيد هي مهنة خطرة للغاية ومثيرة للقلق، خاصةً أن من يعمل بها يُعرّض حياته للخطر بالتعامل مع مجرمين قد يكونوا قتلة أو من العصابات المنظّمة، لكن إن نجح صائد الجَوائز بالإمساك بالمتّهمين الواحد تلو الآخر، فإنه سيكوّن سمعة طيّبة عنه لدى مكاتب دفع الكفالات والحكومة، ويزيد الطلب عليه وهذا يعني أنه سيحصل على المزيد من الأموال. لكن إلى جانب أنها مهنة خطرة على صائد الجَوائز نفسه، فهي خطيرة على من حوله كذلك. فالعديد من الحوادث تم تسجيلها أثناء قبضهم على متّهمين ارتكب فيها صائدو الجوائز جرائم بالقتل ضد متّهمين أو أشخاص أبرياء حولهم!
كما أن العديد من برامج الواقع الأمريكية روّجت لهذه المهنة، عبر تصوير صائدو الجوائز وهم يُلاحقون المتّهمين، وكيف يستعملون مختلف أنواع الأسلحة في سبيل إتمام مهّامهم. هذه البرامج تسمح لأشخاص غير مدرّبين على استعمال أنواع مختلفة من الأسلحة الخطيرة وتروّج للعنف على أنه فعل مقبول في سبيل إحقاق القانون.