|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ...» (فيلبي 11:4) من الجدير بالملاحظة أن بولس لم يعلن أبداً عن حاجاته المالية. كانت حياته حياة إيمان. كان يؤمن أن الله دعاه للخدمة وكان مقتنعاً جداً أن الله يسدّد كل طلباته. هل ينبغي على المؤمنين اليوم أن يُعلنوا عن حاجاتهم أو يتسوّلوا المال؟ إليك بعض الإعتبارات: لا يوجد أي مبّرر كتابي لمثل هذه الممارسات. لقد أعلن الرسل عن حاجات الغير لم يطلبوا أبداً مالاً لأنفسهم. يبدو لي أنه من الأثبت أن ننظر إلى الله في حياة الإيمان. إنه يجهز كل الأموال اللازمة لأي مشروع يريدنا إنجازه. عندما نراه يحضر المبلغ اللازم في الوقت المناسب، يتقوّى إيماننا. ويتمجّد كثيراً عندما يكون التجهيز عجائبياً لا يمكن إنكاره. ومن جهة أخرى لا يحصل الرب على الفضل عندما نستغل أموالنا بالأساليب البارعة لجمع الأموال. نقوم بتنفيذ أعمال «لِلّه» باستخدام أساليب الإستجداء والإستغاثة التي ربما لا تكون بحسب إرادته لنا. أو يمكننا أن نحافظ طويلاً على عمل بعد أن تخلّى عنه الروح القدس. لكن عندما نعتمد على تزويده الفوق طبيعي، يمكننا الإستمرار طالما يزوّدنا. الأموال التي تُجمع بالضغوط تستعمل كمقياس لنجاح العمل المسيحي. أمهَر الكل في العلاقات العامة هو الذي يجمع أكبر المبالغ. وربما تتألّم بعض الأعمال التي تستحق القيام بها لأن حملات الجمع تبلع معظم المال. وهذا ممّا يؤدّي أحياناً إلى ارتفاع الغيرة وعدم الوحدة. كان السيّد س. مكنتوش ينظر بعين معتمة للإعلان عن الحاجات الشخصية. «لتعلن عن حاجاتك، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لكائن بشري يعني أنك تركت حياة الإيمان، وجلبت الخزي لِلّه. إنك في الواقع تخونه. يكون هذا كأنك تقول أن الله قصّر معي، وينبغي أن ألتجيء إلى زملائي للمساعدة. أنت تترك النبع الحي وتتوجّه إلى آبار مشقّقة. تضع المخلوق بينك وبين الله، وهكذا تسلب من نفسك بركة عظيمة وتسلب الله المجد الذي يستحقّه.» وفي نفس الروح كتبت السيّدة كوري تن بوم في أحد كتبها تقول، «أُفضّلُ أن أكون طفلاً يثق بأبٍ غنيّ من أن أكونُ متسوّلاً على أبواب البشر.» |
|