|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دروس من حياة يوسف النجار - الله يكرم الأمانة: لقد كان يوسف أميناً تجاه إعلانات الله له، وأميناً مع خطيبته مريم العذراء ومع ابنها يسوع، فقد عاملهما بالعدل والمحبة، وكان حريصا جدا على امنهما وحمايتهما، وتحمل الكثير من الصعوبات والمشقات للحفاظ على حياتهما. فكرمه الله بأن يكون أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوع فاستحق هذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربيا لابنه، وفي نهاية حياته استحق أن يموت ميتة صالحة بين يدي يسوع ومريم العذراء. - عندما يختار الله أن يستخدمنا فالمركز الاجتماعي قليل الأهمية: يمكننا ان ننظر الى هذه النقطة من ناحيتين: اولهما من طرف الله، فهو عندما اختار يوسف لم ينظر الى مكانته الاجتماعية او التعليمية، فلأنه كان يريد لإبنه الوحيد حياة الاتضاع والفقر، شاء ان يكون الرجل الذي يختاره ليكون الحافظ الأمين لأمه، والخادم الحكيم الصادق ليسوع في حداثته فقيراً مسكيناً، لا شأن له بين قومه، ولا ذِكْرَ له بين أهله وعشيرته. فالله فاحص الكلى والقلوب كان يعلم بأن غنى يوسف كان في قلبه، وكانت ثروته اخلاقه وفضائله التي عكسها في حياته وتعاملاته وبالدرجة الأولى طاعته. ومن طرف يوسف، ولأن الزواج اليهودي كان يتم في ثلاث خطوات، الأولى هي الخطبة، والتي تعتبر قائمة بمجرد موافقة الاسرتين على الارتباط، والثانية اذاعة الامر علناً، ليصبح العروسان مرتبطين برباط لاينفصم إلا بالموت أو الطلاق، وهذا ما يدعوه الانجيل خطبة، ولا يسمح بالعلاقات الجنسية الا بعد اتمام الزواج الذي هو الخطوة الثالثة. لذلك فان ما بدا خيانة من مريم، اعتُبِرَ وسمة عار شنيعة في المجتمع وكان ليوسف الحق في أن يطلّقها حسب القانون المدني لليهود. وكان يمكن للسلطات اليهودية أن ترجمها حتى الموت (تث24,23:22).. ولكن وبالرغم من صعوبة موقفه، ومع أنه كان يعرف أن اتخاده مريم زوجة له قد يحط من قدره في المجتمع، الا انه اختار أن يتزوجها، إطاعة لأمر الله، وهنا ظهرت فضائله ومميزاته بكونه "باراً، متعقلاً وحساساً، متجاوباً مع الله، ضابطاً نفسه". - طاعتنا لما يرشدنا اليه الله، تؤدي الى المزيد من إرشاده: كان يوسف مطيعا جدا، وطاعته ظهرت في العديد من نواحي حياته التي ذكرناها سابقا، ولكن الاهم والأبرز منها طاعته لأوامر الملاك الذى يحركه، فقد تمتع بعلاقه قويه بالسماء، حيث كان تصدر له التعليمات بتحركاته وتصرفاته فكان مثال الطاعه في كل ما كان يصدر اليه من أوامر بدون تذمر وبلا استفسار. كانت طاعته الفورية تعكس ثقته فى الله، وتسليم ذاته بالكامل بين يديه بدون فحص ولا قلق ولا شكوك ولا ضمانات. لذلك نراه في البداية وهو محتار في امر خطيبته مريم، فربما ظن أن أمامه خيارين فقط: إما أن يطلقها، أو يسلمها للرجم، الا ان الله كان لديه بديل ثالث: هو أن يتزوجها، ولأن يوسف امتثل لأمر الله وطاع ما امره به الملاك في حلمه الاول، ظل الله يرشده من خلال ملاك يظهر له في احلامه ليساعده في اتخاذ القرارات السليمة بشان مريم ويسوع حتى أكمل خطة الله في حياته. فالإرشاد الإلهي لا يأتي الا للقوب المُعدّة المطيعة. - ليست المشاعر معياراً دقيقاً للتمييز بين الخطأ والصواب: مع أنه بدا ليوسف بأنه يعمل الصواب بفسخ الخطبة، الا ان ارشاد الله هو الذي أعانه على اتخاذ القرار الأفضل، فقد غير يوسف خططه سريعا، بعد أن اكتشف أن مريم كانت أمينة ومخلصة له، فأطاع الله، وتمم إجراءات الزواج كما كان ينوي. وربما لم يتفق معه كثيرون في هذا القرار، الا انه مضى عاملاً ما عرف أنه الصواب. ونحن أحياناً نتحاشى فعل الصواب بسبب آراء الآخرين، ولكن علينا، مثل يوسف أن نختار طاعة الله، لا السعي وراء الآخرين. فعندما يكون لقراراتنا أثر على حياة الآخرين فعلينا دائماً أن نلتمس حكمة الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أين لنا هذه المعلومات عن حياة القديس يوسف النجار |
حياة القديس يوسف النجار |
تأملات فى حياة القديس يوسف النجار |
تأملات في حياة القديس يوسف النجار |
نور العالم: أهم وقت في حياة العذراء . بيت يوسف النجار |