لم اكن مذنبا ً في عمل ٍ واحد ولكن بسببي ضاعت حياة كثيرين فتحطمت قطارات ٌ بلا عدد وغرقت مراكب بالمئات واحترقت مدن ٌ باكملها . لم يسبق لي ان نفخت في بوق ٍ واحد او قلت ُ كلمة ً قاسية ، ولكن بسببي خربت بيوت ٌ بلا عدد وقُطعت علاقات ٌ قديمة بين اصدقاء قدامى وتوقفت ابتسامات اطفال ٌ ابرياء وبكت عيون زوجات ٍ عزيزات وتناسى الاخوة اخوتهم والامهات اولادهن ، وسلك آباء ٌ كثيرون بقلوب ٍ محطمة الى ان قُبروا .
لم اقصد أي شر ٍ في حياتي ولكن بسببي اصبح لا لزوم للذكاء ِ او العبقرية . واختفت الانسانية واللطف فتبدل النجاح والسمو بالفشل والتعاسة والشقاء . لقد تسببتُ في الكثير من مضايقاتك واعترف باني عطّلتك في ميدان نشاطاتك خصوصا ً في الامور الهامة في حياتك . ولن تجد السبب المباشر الذي عطّلك في مسألة خلاص نفسك الغالية الا أنا .
انت خير من يعلم ان الرب يسوع المسيح قد اكمل عمل الفداء ، وهو العمل الضروري جدا ً جدا ً لخلاص نفسك من الخطية ، وتعرف تماما ً ان هذا العمل قد تم على صليب الجلجثة . هناك حيث انصبت دينونة الله على المسيح المخلّص فسفك دمه الكريم لغفران خطايا البشر . وتعرف ايضا ً ان المسيح بعد ان صُلب ومات ودُفن ، قام من بين الاموات وصعد وجلس عن يمين الله في عرش السماء . وقد سمعت َ باذنيك كل هذا الحديث الذي يسمونه رسالة الانجيل مرارا ً وتكرارا ً . بل وها انت تسمع دعوة المخلّص : " تَعَالَوْا إِلَيَّ " ولا اعتقد انك تريد ان تهلك في النار الابدية ، وأُؤمن ايمانا ً قاطعا ً بانك تتوقع ان تخلص في اقرب فرصة ، اليس كذلك ؟ الا اني مع الاسف متمسك ٌ بك ، امنعك من أن تقرر القرار الاخير في مسألة ابديتك . وتوافقني طبعا ً باني اذا ظللت على تمسكي بك حتى يصل ملاك الموت ومت ، فيكون الوقت قد فات والفرصة قد ضاعت الى الابد . والمسألة الآن متوقفة على رغبتك في ان تكسر العهد الذي ارتبطنا به سويا ً منذ الصبا . ها انا قد حذرتك من نفسي ، واظن لا يوجد شخص ٌ امين ٌ مثلي . فهل ستستمر معي ؟ بل واكثر من هذا اليك وصفة ٌ ناجحة ولو انها ضدي ، وهي ان تقرر الآن بأن تسلم قلبك للمسيح فتخلص حالا ً من خطاياك .
اظنك الآن بدأت تعرف اسمي ، وإن فشلت فساساعدك في هذه الآية التي قالها بولس : " فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصًا هذَا مِقْدَارُهُ ؟ " ( عبرانيين 2 : 3 ) هل عرفتني ؟ أنا يا عزيزي : الاهمال .