|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى للعيون التي تنظر ما أنتم تنظرون
انجيل القديس لوقا ١٠ / ٢١ – ٢٤ (بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت. لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا». التأمل: ” طوبى للعيون التي تنظر ما أنتم تنظرون ” إنزع يا رب البرقع عن عينيّ لأنظر وأرى ما رَآه التلاميذ…أنر عيون قلبي لأختبر ما اختبروه فاستحق تلك الطوبى… أنقذني يا رب من حكمةٍ أدّعي امتلاكها ومن فهمٍ يعوم فوق السطحيات، أعطني تلك الروح الطفولية عساني أنظر إليك فأعرفك وأحبّك… آه لو كان لديّ عينيّ طفلٍ بريء ينظر إلى والده بعد غيبة فيركض إليه ويرتمي في أحضانه… علّني أراك بتلك العيون الطفولية وأكتشف إلها مختلفا مميزا مبهرا ورائعا، إلهـًا ليس قاسيـًا، مُغْـلَق القلب،عـديم الشعـور والإحساس… بل إلها رقـيقا متواضعا ووديع القلب… إلها نحن من جبلته.. يريدنا أن نتتذوق الألوهـة، فيحبنا على تفاهتنا وحقارتنا… إلها جعـل الحب ممكنا … إلها يشارك أفراح البشر، عـرف الصـداقة وما توفـره الأرض والأرضيات من سعادة… إلها عرف الجوع والتعب والألم… إلها أبرأ المرضى والمتألمين… إلها أحبّ كلّ ما يمت إلى البشر بصلة، إلا الخطيئة… إلهاً لا ينـفـك يحبّ رغم كل الخطايا… لـذا فـقـد سار إلى الموت طائعاً كالحمل… وبين يديه نبتت ثمـرة جـديدة، ثمرة القيامـة… فطوبى لكل العيون التي نظرت واكتشفت جمال وعذوبة وطيبة يسوع. (من كتاب لا أؤمن بهذا الاله، للكاتب خوان أرياس ) |
|