كان يستحيل علينا أن نعرف أمور الله لولا أن المعلم والسيد الذي هو كلمة الله صار إنساناً. إذ أن أي كائن, مهما كان, لا يقدر أن يعلن لنا أمور الله إلا كلمته الخصوصية. لأن أي شخص يقدر أن يعرف فكر الله؟ أو من صار له مشيراً؟ (رو34:11), هكذا كان لا يمكن أن نتعلم بأية وسيلة أخرى سوى أن نرى المعلم ونسمع صوته الالهي بآذاننا, حتى إذا استطعنا أن نقتدي بأعماله وننفذ وصاياه تصبح لنا شركة معه، ثم نزداد نمواً في هذه الشركة من الله الكلي الكمال ... ثم بواسطلة الفداء الذي أكمله لنا بدمه، مسلماً ذاته فدية عوض الذين وقعوا في الأسر بواسطة العدو... فاستردهم لخاصته ... معطياً نفسه لنفوسنا وجسده لأجسادنا, وساكباً روح الله الآب علينا لتكميل الإتحاد والشركة بين الله والإنسان, واهباً اللاهوت بالحقيقة للبشرية بواسطة هذا الروح, ومن ناحية أخرى يُجري بنفسه للبشرية به أرتباطاً والتحاماً مع الله بواسطة تجسده، واهباً لنا الخلود المزمع أن يمنحه لنا بالحق والى الأبد عند مجيئه, بتكميل شركة اتحادنا مح الله الآب .......