|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ألوهيّة المسيح
“كلّ ما هو لي هو لك وكلّ ما هو لك هو لي” (يوحنّا 17: 10). هنا نصل إلى قمّة الخطاب الوداعيّ للسيّد: الربّ يسوع المسيح يصلّي إلى الآب ويقول: “أيّها الآب قد أتت الساعة” (يوحنّا 17: 1).هي ساعة الموت بل هي ساعة المجد. ينتقل من الأبديّة إلى الزمن ومن الزمن إلى الأبديّة: تيّارٌ دائريّ: “هذه هي الحياة الأبديّة أن يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” (يوحنّا 17: 3). معرفة الإله الحقيقيّ تجعلنا ندخل الأبديّة منذ الآن، على الرغم من وطأة البؤس والشقاء الحاضرين. نحسّ بحضور الأبديّة، ما يعزّينا ويَجلُونا. كيف نعرف الله ونؤمن به إن لم نعرف المسيحَ ابن الله ونؤمن بكلامه؟! “قد أتت الساعة” ساعة الصلب ساعة الموت، ساعة المجد: الآن مجّدني أنت أيّها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يوحنّا 17: 5). ترى ما هو هذا المجد الأزليّ الذي كان عند الله قبل إنشاء العالم؟! هنا تتّضح ألوهيّة الإبن بصورة كاملة. هذه الساعة هي ايضًا ساعة الذبيحة “الذبيحة لله روح منسحق”. كلام الربّ يسوع كلام أسراريّ، كلام افخارستيّ Eucharistique Mystère، صلاة كهنوتيّة. الربّ يسوع هو الحمل الذبيح قبل خلق العالم. المجد هو الصليب. الربّ مصلوب على الدوام قبل الخلق وبعد القيامة، بشكل سرّيّ، من أجلنا ومن أجل العالم بداعي حبّه العظيم، لأنّ يسوع الإله محبّة. (راجع 1 بطرس 1: 19-20). يتألّم من أجل الإنسان الذي خلقه وقبل أن يخلقه. أعطاه جسداً قابلاً للخطيئة والموت. أعطاه حرّيّة قابلة للسقوط مقابل حرّيّة الله الذي لا يستطيع إلاّ أن يُحبّ ما صنعته يداه. * * * من ثمّ يصلّي من أجل تلاميذه ويقول: “أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم. كانوا لك وأعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك” (يو 17: 6). “كلّ ما هو لي هو لك وما هو لك هو لي وأنا ممجَّد فيهم…. ليكونوا واحداً كما نحن” (يوحنّا 17: 10-11). ما معنى هذا الكلام؟! أوّلاً هو تعبير فائق عن وحدة الآب مع الابن، ومن ثمّ وحدة الثالوث وشركة الأقانيم الثلاثة: شركة وحدة ومحبّة. ثانياً – وهذا ما يهمّنا نحن تلاميذ الربّ يسوع – تعبير عمّا يجب أن يكون عليه تصرّفنا نحن المخلوقين على صورة الله، صورة الثالوث، بعضنا تجاه بعض. ماذا تريدون أيّها الأخوة الأحبّاء أكثر وضوحًا من هذا في التعبير عن وحدتنا: “كلّ ما هو لي هو لك وكلّ ما هو لك هو لي”. هذا هو التصرّف المسيحيّ: نحن واحد في المسيح كما أنّ المسيح واحد مع الآب. أفـــــرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
|