يوشيا الملك الصالح | يوشيا ابن آمون ملك يهوذا
اسم عبري معناه "يهوه يشفى" وهو اسم:
ابن امون ملك يهوذا ويديدة بنت عداية من بصقة (2مل 22:1). ذكر في سلسلة انساب المسيح (مت 1: 10 الخ). خلف اباه امنون بن منسى الذي قتله عبيدة في قصره بعد أن ملك سنتين (2 مل 21: 19 - 26 و 2 اخبار 33: 21-25).
تبوأ العرش وهو ابن 8 سنين (حوالي 638 ق.م) ودام ملكه الطويل حتى 608 ق.م.).
وكان مرشده في حداثته حلقيًا الكاهن العظيم وادوار شؤون المملكة حسب نصحه وارشاده. وأخذ منذ السنة الثامنة من ملكه في السير حسب الشرائع الالهية وتوطيد اركان مملكته وفق هذه الشرائع.
وباشر منذ السنة الثانية عشرة من ملكه مقاومة العبادة الوثنية دون هوادة ليس في مملكة يهوذا فحسب بل في المملكة الشمالية كذلك (2 مل 22: 1 و 2 و 2 اخبار 34: 1 - 7 و 33). وفي السنة الثامنة عشرة من ملكه اتخذ جميع الاجراءات والترتيبات اللازمة فقام العمال بالعمل الذي عهد به غليهم بكل اخلاص وكانوا امناء على المال الذي تسلموه لهذا الغرض. وفي اثناء ترميم الهيكل وجد شافان الكاتب سفر الشريعة المفقود (2 مل 22: 3 الخ و 2 اخبار 34: 14). وكان شافان آنذاك يدفع أجور العمال (2 مل 22: 9 و 2 اخبار 34: 17). فأخبر حلقيًا الكاهن العظيم بذلك، فأتى هذا بالسفر الذي عثروا عليه إلى يوشيا وقرأه أمامه فتأثر الملك أشد تأثير لأن الامة كانت قد حادت جدًا عن شريعة الله. وكانت المخطوطة التي قد وجدت نواة السفر المعروف بسفر المعروف بسفر التثنية ومجموعة من المواد التشريعية.
ومما لا شك فيه أن معظم الاسفار المقدسة اتلف أو فقد في عصر الارتداد عن الله والاضطهاد في مدة حكم منسى الطويل (2 مل 21: 16 و 2 اخبار 33: 9). ويرجح أن المخطوطة التي عثر عليها وسلمت إلى حلقيا كتنت نسخة الشريعة المحفوظة في الهيكل. وقد أخفيت أو عبث بها عند تدنيس الهيكل (تث 31: 9 و 26). أو أنها وضعت في السور وفقًا للعادة التي كانت متبعة قديمًا عندما بني الهيكل للمرة الأولى ويرجع تاريخ السفر الذي عثر عليه إلى ما قبل عصر يوشيا بزمن طويل، لأنه يوصي باستئصال شأفة الكنعانيين والعمالقة (تث 20: 16 - 18 و 25: 17 - 19). ولم يكن لذلك من داع في أيام يوشيا. وترقب انتصارات وفتوحات جديدة يقوم بها العبرانيون. ولم تكن المسألة يومئذ مسألة انتصارات وتوسع، بل كان السؤال هل يمكن للعبرانيين أن يحتفظوا بالبلاد التي احتلوها.
وكان لتلاوة السفر على الملك وعلى الشعب عميق الأثر أنفسهم على عبادة يهوه دون سواه، فأخذوا آنية البعل وعشتاروت واجناد السماء التي عبدوها واحرقوها وذروا رمادها في الماء في وادي قدرون. وازال يوشيا المرتفعات وكسر تماثيل اشيرة وحطم التماثيل الأخرى وهدم مذابح البعل.
وقام بإصلاح ديني جذري (2 مل 23: 1 - 25 و 2 اخبار 34: 29 - 35: 19). وقاد شعبه في طريق الرب. وسلك زعماء الامة بعد السبي بموجب المثل العليا التي سار عليها يوشيا. وقد اثبتت خلدة النبية أصلية السفر وصرحت بأن القضاء المخيف الذي يشير غليه لن يتم في مدة ملك يوشيا، بل في مدة ملك خلفه (2 اخبار 34: 28).
وفي سنة 809 ق.م. حشد فرعون نحو جيشه وتقدم به لاحتلال أرض الفرات، فاحتل غزة وعسقلان وغيرهما من المدن الفلسطينية وقتل يوشيا في مجدو لانه حاول تقديم معونة عسكرية لملك اشور ولأنه خشي نفوذه. ثم زحف شمالًا واحتل سورية وفي مدة قصيرة صار سيدًا للبحر المتوسط الشرقي. ولكن الكلدانيين هزموا جيشه في كركميش عند الفرات، وطردوا المصريين بسرعة من سورية وفلسطين ودفن يوشيا في قبور الملوك وكانت خسارته لبلاده جسيمة. وبموته زال عز مملكة يهوذا وذهبت مكانتها. وقضي على الحرية التي تمتعت بها بلاده والإصلاحات الدينية التي قام بها. وكان عمره عند وفاته 39 سنة. وملك 31 سنة. وفي المدة الأخيرة من ملكه تنبأ ارميا وصفنيا (ار 1: 2 و 3: 6 و صف 1: 1). ورثاء ارميا (2 اخبار 35: 25).
* يُكتب خطأ: يوسيا، يوشية.