مشواري السري حكاية كتاب لأنيس منصور رفض مبارك نشره
يوافق ، 21 أكتوبر، ذكرى رحيل الكاتب والصحفي أنيس منصور عام 2011، بعد عمر ناهز 87 سنة، فهو من مواليد 18 أغسطس 1924.
وأنيس منصور من الصحفيين الذين ارتبطت مسيراتهم بالتحولات السياسية في تاريخ مصر، فبينما لمع اسمه كصحفي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فإنه أصبح الصحفي الأول في مصر في فترة حكم الرئيس أنور السادات، بينما تراجع ذلك الدور في عهد الرئيس حسني مبارك.
تباينت علاقة "منصور" من رؤساء مصر، فلم يُعرف عنه معارضة لعهد "ناصر"، لكنه كان من أكثر منتقديه بعد رحيله وكتب عنه مؤلفه الشهير "عبد الناصر المفترى عليه والمفتري علينا".
وفي عهد "السادات"، أصبح "أنيس" كاتب خُطب الرئيس، كما اشترك في صياغة خطبة "السادات" في الكنيست الإسرائيلي، وكان مرافقا له أثناء الزيارة الشهيرة لتل أبيب، وتولى مناصب صحفية كبرى في السبيعينيات، منها مجلة أكتوبر التي أسسها بعد الحرب.
مع تولي حسني مبارك، لم يجد "منصور" نفس المعاملة الملكية، فلم يتخذه الرئيس الجديد كاتبا أو مستشارا ثقافيا، وظهرت أسماء جديدة ككتاب رسميين مثل سمير رجب وإبراهيم نافع.
لذلك فإن العلاقة كانت فاترة بين الكاتب الصحفي والرئيس الأسبق، لدرجة أن ذلك ساهم في منع نشر كتاب كان "أنيس" يرغب في نشره عن علاقته بالرئيس أنور السادات.
ويقول محمد رضوان في كتابه "سندباد العصر" أنيس منصور، أن الأخير قال له إنه أنجز كتابا تحت عنوان "مشواري السري" يروي فيه المهام التي كلفه بها الرئيس أنور السادات في إسرائيل وبعد معاهدة السلام.
ويضيف: "لكن نظرا لما يحويه الكتاب من أسرار وخفايا قد تمس الأمن القومي المصري أرسله للرئيس حسني مبارك للموافقة عليه".
ولم يوافق الرئيس الأسبق بالطبع، أو ربما لم يهتم، إذ علق أنيس منصور ساخرا: "يبدو أن هذا الكتاب لن ينشر إلا إذا رحل الرئيس حسني مبارك عن القيادة ورحلت أنا عن الحياة".
والمفارقة أن الشرطين اللذين تصورهما أنيس منصور لنشر الكتاب تحققا، فرحل "مبارك" عن السلطة في 11 فبراير 2011، ورحل "منصور" عن الحياة بعد أشهر في 21 أكتوبر من نفس العام، لكن الكتاب لم يظهر إلى النور.
هذا الخبر منقول من : الرئيس نيوز