|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كم يومًا تستطيع الصمود بدون طعام ؟ كم يُمكن أن يصمد جسم الإنسان بدون طعام ؟يُعد استهلاك الغذاء والماء ضروري لاستمرار حياة الإنسان. يوميًا، يحتاج جسمك إلى مصادر الطعام والرطوبة من الماء ليعمل بالشكل الصحيح. ومع اتّباع نظام غذائي معتدل ومتنوّع، يعمل جسمك على أكمل وجه. لكن أجسادنا قادرة على التكيّف في حالات الخطر وانعدام الغذاء والمياه للبقاء على قيد الحياة لعدة أيام. إذ يُمكن للجسم أن ينجو لأيام وربما أسابيع بدون طعام بفضل التغيير الحاصل على عمليات التمثيل الغذائي واستهلاك الطاقة. تلك الفترة التي يُجبر بها الجسم على التخلي عن الطعام والماء لفترة من الزمن تُعرف باسم starvation أو المجاعة. خلال هذه المرحلة، يبدأ جسمك بالعمل بطريقة مختلفة قليلًا عن الوضع الطبيعي لتقليل كمية الطاقة التي يستهلكها يوميًا. وإن ظلّ الجسم على وضع المجاعة لفترة طويلة، فإنه بالنهاية سيستنفذ كامل مخزون الطاقة، ويموت. بالنسبة للفترة التي يُمكن أن يظل الإنسان على قيد الحياة مع عدم تناول الطعام، فلا يُمكن تحديدها برقم معيّن، ذلك لأن الدراسات العلمية في هذا المجال محظورة لأنها غير أخلاقية. فمن غير المعقول أن يقوم العلماء بتجويع إنسان حتى الموت من أجل استنتاج نظرية علمية مهما بلغت أهميتها. إلا أن بعض الدراسات القديمة التي بحثت في هذا الأمر توصّلت إلى بعض النتائج والملاحظات، أهمها: يُشير مقال نُشر في مجلة Archiv Fur Kriminologie إلى أن الجسم قادر على البقاء على قيد الحياة لمدة 8 – 21 يوم بلا طعام أو ماء، وما يصل إلى شهريْن بلا طعام إن توفرت كمية كافية من الماء. كما أشارت دراسة حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية إلى أن الاضطرابات الناتجة عن الجوع تستمتر من 21 – 40 يومًا، وانتهت هذه الاضطرابات بعد أن تمّت تغذية المشاركين بسبب الخطر الشديد على حياتهم. ووفقًا لمجلة Nutrition، فإن “الحد الأدنى” من المدة الزمنية للبقاء على قيد الحياة يعتمد على مؤشر كتلة الجسم. فالرجال الذين يقل مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 13 والنساء اللاتي يقل مؤشر كتلة الجسم لديهنّ عن 11 لا يُمكنهم تحمّل أعراض الجوع لفترة طويلة. مقال طبي نُشر في المجلة الطبية البريطانية أشار إلى أن أولئك الذين لديهم وزن طبيعي سيفقدون نسبة أعلى من وزن الجسم والأنسجة العضلية بشكل أسرع ممّن يُعانون من السمنة المفرطة تحت تأثير المجاعة خلال الأيام الثلاثة الأولى. ووفقًا للمجلة، فإن تكوين جسم المرأة يسمح لها بتحمل الجوع لفترة أطول من الرجل. إن القدرة على العيش لأيام وأسابيع بدون طعام تبدو مستحيلة بالنسبة للكثيرين منا. لكن ما يحصل أن الجسم يقوم بإعاة ضبط نفسه على معايير تمثيل جديدة لتجنّب إلحاق الضرر بالأعضاء والعمليات الحيوية المهمة. يستغرق الجسم حوالي ثماني ساعات من الجوع قبل أن يُغيّر من طريقة عمله. في ظل الظروف العادية، يقوم الجسم بتحويل الطعام بعد عملية هضمه إلى جلوكوز، ويُخزّن الجلوكوز كمصدر للطاقة في الجسم. وعند انقطاع الطعام عن جسم الإنسان مدة 8 – 12 ساعة، يبدأ الجسم باستهلاك مخزون الجلوكوز لديه من الكبد والعضلات. بعد نفاذ مخزون الجلوكوز، يبدأ جسمك باستهلاك الأحماض الأمينية لتوفير الطاقة. هذه العملية تستمر لمدة ثلاثة أيام خلال المجاعة وستؤثّر بشكل كبير على عضلاتك. ولمنع فقدات الكتلة العضلية المفرط، يبدأ الجسم بالاعتماد على مخازن الدهون عبر استهلاكها وينتج عن ذلك الأجسام الكيتونية، وهي عملية تُعرف باسم “الكيتوزية”. في هذا الوقت، سيُواجه الجسم خسارة كبيرة بالوزن، وسيتحمّل الجسم الجوع لفترة طويلة نسبيًا. هنا يبرز السبب في أن الإناث يتحمّلنَ الجوع لمدة أطول من الرجال، بسبب أن التركيبة الدهنية في جسم الأنثى أعلى من جسم الذكر الذي ترتفع لديه التركيبة العضلية. وكلما زادت مخازن الدهون المتاحة، زادت فترة تحمّل الجوع. وبمجرد أن يتم استقلاب الدهون تمامًا، يعود الجسم مرةً أخرى إلى هضم النسيج العضلي للحصول على الطاقة، لأنه المصدر الوحيد المتبقي في الجسم. عندها يدخل الجسم في مرحلة الخطر وتظهر عليه أعراض علامات الجوع، التي تتفاوت من الضعف العام، الدوخة، انخفاض ضغط الدم، تباطئ معدل ضربات القب، الجفاف، تقلب درجات الحرارة، الإجهاد بعد الصدمة، الاكتئاب، النوبة القلبية، وفشل الأعضاء والأجهزة. ويصل الجسم إلى المراحل شديدة الخطورة إن فقد 18% من النسيج العضلي بسبب الجوع. وإن كان الانقطاع عن الطعام فقط مع توافر كمية كافية من الماء، يستطيع الجسم البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى شهرين وربما أكثر. ذلك لأن وظيفة الكلى لن تتأثر بشكلٍ كبير إن كانت مستويات استهلاك الماء طبيعية. بشكلٍ عام، للأجسام البشرية مرونة كبيرة في التكيّف مع أوضاع المجاعات لفترة تصل لأيام أو أسابيع دون غذاء أو ماء. هذا لا يعني أن اتبّاع هذا الأسلوب جيّد للتخلص من الوزن الزائد، لأن انقطاع الطعام والماء فترة طويلة قد يؤدي لتوقف عمل الأجهزة في الجسم. |
|