|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإحساس بالمسئولية كلمة منفعة البابا شنودة الثالث الشخص الروحي يدرك أن حياته على الأرض مسئولية. حياته رسالة. وسيسأله الله كيف كانت حياته مثمرة، ومنتجة، ونافعة لكل من أتصل بها سيسأله الله عما فعل، وعما كان بإمكانه أن يفعله ولم يفعله.. من الناحية الرسمية، قد تكون مسئولية محدودة.. أما من جهة الحب، فمسئوليته لا تعرف حدوداً.. فالمحبة تتسع لكل أحد، وتستعد لكل خدمة ومعونة. والشخص الروحي يسأل نفسه، قبل أن يسأله الله: ماذا فعل تجاه كل من يعرفهم من الناس؟ وهل هناك بين الذين لا يعرفهم، أشخاص في حاجة إلى خدمته، يجب عليه أن يعرفهم لكي يقدم لهم خدمة معينة؟ فيلبس كان سائرا في الطريق، ورأى خصيًا حبشياً يقرأ في سفر إشعياء النبي، فشعر بمسئولية من نحوه. ولم يتركه حتى قام بهذه المسئولية كاملة وقاده إلى الله. مارمرقس جلس إلى الإسكافي إنيانوس وهو يصلح له حذاءه. وشعر بمسئولية نحو هذا الإسكافي وانتهز الفرصة، وجر الحديث معه، حتى خلصه هو وأهل بيته. لقد تعلما كلاهما من المسيح، حين جلس إلى بئر قرب السامرة وأتت اٍمرأة سامرية خاطئة لتستقى فأحس بمسئوليته نحوها، وقادها إلى الخلاص، مع كل بلدته. هذه اللقاءات الثلاثة، كانت تبدو عابرة. ولكن الشعور بالمسئولية حولها إلى فرص للخلاص. إن كان الأمر هكذا، نحو كل من يقابلهم الإنسان مصادفة، فكم بالحري مسئوليات الإنسان الرسمية في حياته؟ الأبوة مسئولية، والأمومة مسئولية، والزواج مسئولية، والخدمة مسئولية بل الصداقة أيضًا لون من المسئولية. لا تحاول أن تعتذر، بإلقاء المسئولية على غيرك. فالله سيسألك ماذا فعلت في النطاق الذي تستطيعه.. إن الشخص كلما نما إحساسه بالمسئولية. يوسع نطاق خدمته، بالحب لا بالرسميات، ويتطوع لكثير من أعمال المحبة. يدفعه إليها قلبه وقول الكتاب (فمن يعرف أن يعمل حسنًا، ولا يعمل، فذلك خطية له) (يع 4: 17). |
|