|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع…”
إنجيل القدّيس لوقا 14 / 7 – 11 لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا، فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد! ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.» التأمل: “وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع…” أعلم يا رب أنك تحب المتواضعين، الذين ينحنون أمام محبتك، لكن العالم يدوس على المتواضع… أنت يا رب تنظر إلى المتواضع كدليل قوة وتفوق بشري، أما العالم فينظر الى المتواضع كدليل ضعف وانحدارٍ بشري!!.. يا من كنت وديعاً ومتواضع القلب علمني أن أكون مثلك وديعاً ومتواضعاً لأجد الراحة لنفسي (متى 11 / 29). علمني يا رب أن التواضع ليس ضعفاً على الإطلاق، فأنت مثال التواضع ولم تكن ضعيفاً أبداً… فمن مثلك ثار وواجه الظلم والظالمين وتكلم بشجاعة لا مثيل لها وهو يواجه الموت… لم أراك يوماً تختار المقاعد الاولى، لكنك كنت الاول دائماً في التقدم نحو المريض والمعوز والضعيف والمهمش والمبعد… أنسى يا رب أنّي من طين وأنت الخزّاف، أنسى أن المتواضع يكون كالطين اللين بين يديك، وكلما ازداد تواضعا تحوّله إلى إناء جميل يعكس مجد الخالق وجماله غير المحدود… أنسى يا رب أن المتكبر يكون كالطين اليابس القاسي، الذي لا يصلح إلا للتكسير والتحطيم!!. أنسى أنه قبل “التحطم الكبرياء، وقبل التعثر تكبر الروح” (أمثال 16 / 18). أنسى يا رب أنه كلما ازداد الانسان تواضعاً ازداد طاعة وقداسة. وأن القديس شربل وهو أحد أشهر قديسيك في العصر الحالي كان متواضعاً كبيراً وطائعاً إلى حد الجنون. قرأت ما كتب عنه أحد الرهبان وهو من معاصريه، وصليّت في سرّي أن أكتسب بعضاً من فضائله… فأعطني يا رب أن أكون عاملاً بسيطاً في حقلك، أقبل بفرح خدمتي البسيطة، ووظيفتي مهما كانت، أتقبّل حمل النهار وثقله دون تذمر، أعيش مع عائلتي بفرح وسرور وأشاركها لحظات الفرح والحزن معتبراً أن الوقت الحاضر هو نعمة منك يا رب قد لا تتكرر… فيا يسـوع الـوديـع والمتواضع القـلـب، إجعل قلبنا مثل قلبك. آمين |
|