|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما سر فقدان معظم التماثيل القديمة لأنوفها؟ سؤال طرحه الكثير من الناس. وإن كُنت زُرت متحفًا من قبل، فمن المحتمَل أنك شاهدت العديد من التماثيل الرخامية القديمة، وكانت جميعها تشترك في أمرٍ واحد، وهي أنها فقدت أنوفها أو أحد أطرافها. ومن الأمثلة على ذلك تمثال الشاعر اليوناني سافو الموجود حاليًا في متحف Glyptothek في ميونيخ، بألمانيا! الأنف المحطّم هو سمة شائعة في التماثيل القديمة بين جميع الثقافات والحضارات في مختلف الفترات الزمنية للتاريخ القديم. هذه السمة لا تقتصر على حضارة معيّنة، فحتى تمثال أبو الهول الكبير الذي يقف على هضبة الجيزة في مصر إلى جانب الأهرامات العظيمة، فقد أنفه! وإن كنتَ شاهدت أحد هذه المنحوتات، فربما تساءلت: “ماذا حدث للأنف؟” ويبدو أن العديد من الانطباعات الخاطئة تشكّلت لدى الناس حول هذا الأمر، أشهرها أن إزالة أنوف التماثيل كانت عن قصد وتعمُّد. صحيحٌ أن بعض المنحوتات القديمة تم تشويهها عن عمد من قِبل بعض الناس في أوقات مختلفة ولأسباب مختلفة، على سبيل المثال تخريب رأس تمثال أفروديت الذي تم اكتشافه في أجورا الأثينية، حيث تعرّض للتخريب المتعمّد من جماعة مسيحية لأنهم نقشوا صليبًا على جبين التمثال. مع ذلك، فإن هذه الحالة تعتبر استثنائية ولا تُعمّم على غالبية التماثيل القديمة التي فقدت أجزاءًا منها. بالنسبة للغالبية العظمى من المنحوتات القديمة التي فقدت أنوفها، فإن السبب في أنفها المفقود ليس له علاقة بالناس على الإطلاق، بل يتعلّق السبب ببساطة بعملية التجريد الطبيعية التي يُعاني منها التمثال مع مرور الزمن. الحقيقة أن عمر هذه التماثيل يبلغ آلاف السنين. وخضعت خلال هذه المدة الزمنية الطويلة إلى عوامل التغيير الطبيعي ما عرّضها للتلف. من الطبيعي أن تفقد هذه التماثيل الأجزاء البارزة في الهواء مثل الأنف، الذراعين، الرؤوس، وأجزاء أخرى أقل تثبيتًا في التمثال. في حين أن الأجزاء المرتبطة بقوة بالتمثال مثل الأرجل والجذع عادةً ما تظل سليمة حتى مع مرور الوقت. في الواقع، فإن تمثال أفروديت ميلوس الشهير بكونه بلا ذراعين كان له ذراعان في يومٍ ما، لكنهم فُقدوا مع مرور الوقت. وحدث نفس الشيء مع العديد من المنحوتات الأخرى. ولأن الأنف لا يُثبّت بقوة بالتمثال، يميل للسقوط بسهولة. كما أن المنحوتات اليونانية التي نراها اليوم ما هي سوى قشور مهترئة لمجدهم السابق. بالأصل، كانت هذه التماثيل مطلية بألوان زاهية، لكنها فقدت أصباغها مع مرور الزمن، تاركةً الرخام الأبيض مكشوفًا للعيان. مع ذلك، بعض التماثيل لا تزال تحتفظ بألوانها الأصلية حتى اليوم. حتى بالنسبة للمنحوتات التي فقدت ألوانها، يُمكن للعلماء اكتشاف آثار الأصباغ عليها تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية باستخدام تقنيات خاصة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أضخم التماثيل في العالم |
أغرب التماثيل في العالم |
حين تتحرك التماثيل |
كيفية وضع التماثيل في المغارة |
بالصور | البابا تواضروس عن الأنبا كيرلس الكنيسة فقدت أسقفا.. وأنا فقدت أخا |