أهل عروسة المنيل: "4 بيوت كلهم ماتوا"
مع غروب شمس، أمس الأحد، بدأت بيوت أبناء عائلة السماعنة الأربعة بشارع أحمد جلال بمنطقة البساتين، في الاستعداد للذهاب لفرح ابنه طارق شوقي، أحد أبناء العائلة. اتفق والد العروسة مع سيارتين ميكروباص لنقل أبناء العائلة إلى قاعة الأفراح بنادي المعلمين المطل على كورنيش النيل بشارع البحر الأعظم بالجيزة.
تحركت السيارتان في السابعة مساء، برفقه سيارة ملاكي يمتلكها ابن شقيق طارق، السيارة الأولي ركب بها 14 من أبناء العائلة، كل أسرة تضم (الأب والأم والأبناء)، كما يحكي محمد شرقي ابن عم العروسة، "العدد ده للناس الكبيرة اللي قعدت على كراسي، لكن الأطفال الصغيرين جلسوا على رجل أهلهم".
السيارة الثانية لم تمتلئ بالركاب مثل سابقتها، وتحرك الميكروباصان وخلفهما السيارة الملاكي التي يمتلكها محد شوقي، وبجواره ركب ابن عمه وخلفهما زوجة محمد شوقي وأبنائه.
الطريق إلى قاعة الأفراح لم يستغرق ساعة، علت خلالها الزغاريد التي امتزجت مع أصوات الأغاني الشعبية التي تصدح بها مكبرات الصوت، في انتظار وصول العروسان، وبمجرد وصولهما تعالت الأصوات والتف حولهما الجميع ليبدأ الاحتفال.
"إحنا حجزنا القاعة من 7 إلى 11 مساء، وعشان مكنشي في فرح تاني بعدنا بتوع القاعة سمحوا لنا بنص ساعه كمان"، يقول محمد الشريف، قبل أن يستدرك قائلا: "لكن زوجتي تعبت وأحد أبنائي نام، فسبت القاعة الساعة 11 مساء، وعند وصولي إلى سور مجري العيون، رن هاتفي ليخبرني المتصل بالانفجار".
عاد محمد شوقي إلى موقع الانفجار، "مبقتش عارف أعمل أيه رجعت لقيت النار مولعه في العربيتين، "كلهم ماتوا، وفي ناس منهم جثثهم مش موجودة".
يضيف محمد الذي ينتظر أمام باب ثلاجة الموتى بمستشفى معهد ناصر، من أجل التعرف على أي من الجثث المجهولة: "بنت أختي وأولاد عمتي وعمي مش موجودين". قصدنا المستشفيات التي نقل إليها الضحايا منذ وقع الحادث ولم نعثر عليهم يقول محمد: "كل ما نروح نسأل يقولوا في أشلاء بس مش جثث، ومنتظرين ندخل الثلاجة هنا في معهد ناصر يمكن نوصل لحاجة".
في انتظار انتهاء الإجراءات الجنائية والطبية؛ ينتظر محمد شوقي وسط العشرات من أهالي الضحايا في ساحة معهد ناصر، "4 بيوت كلهم ماتوا من الكبار للصغار، كل حاجة راحت مبقاش ليا حد".
يتلقى محمد اتصالا من قريب ينتظر أمام مشرحة زينهم من أجل التعرف على المفقودين من العائلة، يخبره بأن الأمور لم يحدث فيها أي جديد وبمجرد دخوله المشرحة ورؤيته حثث ضحايا، سيخبره بالأمر، طالبا منه نفس الشيء.
"الشارع كله راح ومبقاش لينا حد تاني، وأكثر من 15 واحد منا ماتوا، والباقيين مصابين" يقول محمد صاحب الثلاثين عامًا، الذي يسعي منذ الواحدة صباحا من أجل الوصول إلى أقاربه المختفين سواء أحياء أو أموات.
هذا الخبر منقول من : مصراوى