|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الزواج والشركة مع المرأة تمنعنا من القداسة
سؤال يقول هل الزواج والشركة مع المرأة تمنعنا من القداسة، وقد أجلت الإجابة عنه كثيراً لأني جاوبته عشرات المرات، ولكني أعيد الإجابة باختصار وهي موجهة للطرفين المرأة والرجل على حد سواء: ينبغي أن نلبس في أذهاننا الحكمة الإلهية، وتنفتح بصيرتنا بالروح على التدبير الإلهي النابض بالحياة، والذي خُط حسب مقاصد الله لكمال الإنسان ولأجل دخوله في عمق الشركة مع الثالوث القدوس. فالله في البدء خلق الإنسان على صورته وغرس فيه ملامحه الإلهية، أي جعل طبعه إلهي، واكتملت الصورة بالمحبة إذ خلق لآدم معين نظيره من لحمة وعظامه، لتكتمل وحدته في الآخر بشركة حية مركزها الحب المستمد من الله، والمعجون في طبيعته الخاصة، والآخر بالنسبة لآدم ليس مجرد آخر بل الوجه المشرق الذي يحفظ توازنه ويكمله، ويصير معه واحد مميز كآخر مختلف عنه جنساً وشكلاً، إنما في وحده على مستوى أعمق، ولا عجب إذ أن المرأة عظم من عظام الرجل ولحم من لحمه، وبهذه الحال الرجل والمرأة معاً هما صورة الله المنظورة، أي هما وجهين لعملة واحدة، فإذا انطمس أحد الأوجه للعملة فقدت قيمتها، وفُقد الوجه المنظور لله الغير منظور، لأن كمال الإنسان الأول في وحدته مع امرأته. فمشكلة الإنسان على مر الدهور هي في حالة الانقسام الداخلي بسبب الخطية الذي انعكس طبيعياً في انقسامه مع الآخرين وعلى الأخص مع المعين نظيره، وعدم إعطاء الأحقية للآخر أن يندمج معه في سر الحياة بالحب السوي حسب طبيعة الخلق الأول، فاستخدم الآخر كمجرد إناء لإفراغ شهوته وميوله الغير منضبطة، وهذا جعل الخطية خاطئة جداً لذلك قال الرب يسوع كاشفاً عورة القلب [إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه] (متى 5: 28)، أي أن كل من يفرغ المرأة من إنسانيتها وحقيقة خلقتها واحترام صورة الله وملامحه الخاصة فيها، لتصير مجرد إناءً للشهوة، فقد زنا بها في قلبه وظهرت رائحة الموت فيه لأنه في الواقع احتقر صورة الله المغروسة في ملامحها الخاصة وخرج عن قصد الله وأهان صنعه يده التي صنعها لتصير معين للرجل وتُكمل الصورة، فإهانة المرأة بالنظر إليها كإناء شهوة أهان الرجل نفسه وطمس الوجه الآخر للعملة، ولم يحقق كمال الصورة الإلهية إذ استخف بالآخر كشخص مُميز، فشوه طبيعته الشريفة وهبط للجحيم من قِبل استخفافه بإناء المرأة الكريم والمقدس. يا إخوتي، الحب البشري السوي، وعلى الأخص حب الرجل للمرأة والمرأة للرجل، والذي يقود إلى زواجهما، يُمثل طريقاً روحياً نابض بحياة الله في شركة متبادلة بسر عمل الروح القدس في أعماقهم الحب البشري الأصيل، مزروع ومغروس بل ومعجون في طبع الإنسان من الداخل وهو الذي يجعل الإنسان يحترم الآخر ويقدره حق تقدير، وهو مصدر إلهام لكل النواحي الإيجابية البناءة في المجتمع ككل، وكل مسيحي أصيل يعيش هذا الحب ويظهره مشرقاً أصيلاً هو يساهم بشكل منظور في انتشار ملكوت الله وإشراق نوره على المجتمع ككل، وهذه أعظم كرازة يقدمها المسيحي المتأصل في شركة الثالوث القدوس بمحبة على مستوى بذل الذات وصلب الأهواء مع الشهوات، ليتجلى شخص المسيح الحي في داخله وفي أسرته ليكونوا شهادة منظورة يُقرأ فيها إنجيل الخلاص. وفي الختام دعوني أقول لكم – برؤية كنسية حية – أن الزواج وارتباطنا بالمرأة مستحيل أن يُبعدنا عن الله، بل أنه السرّ الذي من خلاله يكشف لنا الله عن حبه المتسع وارتباطه بنا كبشر، فكمال تقديس ومباركة العلاقة الزوجية يتم في شركة الكنيسة، والشركة في حياة الثالوث القدوس التي يمنحها رب المجد يسوع المسيح للبشرية، وهي التي تُقَوَّم وتُشدد وتُجدد هذا الحب القائم بين الرجل والمرأة. فاحذروا من أن تفقدوا رباط الحب، أو تبتعدوا عن الله وتعيشوا في غيابه. أيها الرجل كرَّم امرأتك جداً وافتخر بها لأنها لحمك وعظامك فلا تُخطئ لجسدك، ويا ايتها المرأة احترمي زوجك وافتخري به لأنه لحمك وعظمك، فأنتما معاً عملة نادرة ثمينة كريمة جداً، فاحفظوا أنفسكم في روح المحبة وليقدر كل واحد منكما الآخر ويحترمه جداً وبذلك تحترموا الذي خلقكما على صورته ومثاله. أقبلوا مني كل حب وتقدير يا أروع إخوة أحبهم من قلبي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعرف على سبب تغير المرأة بعد الزواج |
لماذا يزيد وزن المرأة بعد الزواج |
الزواج ليس عائقاً أمام القداسة |
الزواج ليس عائقاً أمام القداسة |
لماذا تتغير المرأة بعد الزواج؟؟ |