|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري (+391م) 19 كانون الثاني غربي (1 شباط شرقي) ألقابه واسمه ألقاب عديدة أسبغها المهتمّون على القديس مكاريوس. قالوا إنه "اللابس الروح" وقالوا إنه "المصباح المضيء" وقالوا إنه "الشاب الحكيم". اعتبروه بمثابة نبي ومخيف للأرواح المضلّة ورفيق للشاروبيم من البداية إلى النياحة. تسربل التواضع كالثوب وكان وجهه يلمع كالشمس أحياناً وكان رسول زمانه كبطرس وبولس. اسمه، مكاريوس، يعني المطوّب، وأصله قبطي هو مقار (بكسر الراء) ويفيد الصدق والأمانة. جعل العرب اسمه مقاره. |
18 - 05 - 2019, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
نشأته
ولد القديس مكاريوس المصري في قرية تدعى شبشير في مركز المنوفية في مصر قرابة العام 300م. دعي بالمصري لأنه من إقليم مصر الذي هو منف أو الجيزة الحالية. نشأ على التقوى واقتنى إحساساً مرهفاً بالخطيئة. يحكى عنه أنه سرق هو وبعض الصبية من وفاقه أكوازاً من التين وأكل واحداً منها. فلما عاد إلى نفسه ندم ندماً شديداً، وقيل ذكر فعلته وبكى عليها بمرارة إلى آخر حياته. عمل راعي بقر وقيل جمّالاً. استهوته الرهبنة فاعتزل في قلاّية في قريته. انصرف إلى النسك والصلاة. وإذ رغب مواطنوه في جعله كاهناً لهم فرّ إلى قرية أخرى. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
إلى الإسقيط
فيما كان مكاريوس جاداً في سعيه الرهباني، في موطنه الجديد، إذا بتجربة تحلّ به. فتاة سقطت في زنى. فلما بان حبلّها سألوها عن الذي عرفها فقالت: المتوحّد! فخرجوا إليه واستهزأوا به ولفّوا به القرية بعدما علّقوا في عنقه قدوراً قذرة وآذان أجرار مسودّة وهم يضربونه ويقولون: هذا الراهب أفسد عفّة ابنتنا! وبعدما بالغوا في شتمه وضربه جعلوه يتعهّد بالإنفاق عليها وعلى مولودها. كل هذا وهو لا ينطق بكلمة واحدة يدافع بها عن نفسه. فلما عاد، بالجهد، إلى قلاّيته قال في سرّه: "كدّ يا مكاريوس لأنه قد صارت لك امرأة وبنون. فينبغي لك أن تعمل ليلاً نهاراً لتطعمهم وتطعم نفسك". فلما أقام ردحاً من الزمان يكد ويتعب، حان وقت وضع الفتاة فتعسّر. وبعدما مكثت معذّبة أياماً لا تلد شعرت بأن ما حدث لها كان لافترائها على المتوحّد، فاعترفت أنه بريء وأن فلاناً الرجل هو الذي خدعها. فخرج سكان القرية ليستسمحوا القدّيس. وقبل أن يصلوا إليه أطلعه خادمه على ما جرى وأن أهل القرية في طريقهم إليه. فقام لتوّه وهرب إلى برية الإسقيط، فكان أول ساكن لها. عمره، يومذاك، كان ثلاثين سنة. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
أب لرهبان كثيرين
بنى مكاريوس لنفسه قلاّية غربي الملاّحات. هناك قسى على نفسه وعبّد الله بكل قوّته. أخذ يضفر الخوص ويعيش من عمل يديه. فلما سمع به قوم حضروا إليه فاستهوتهم عيشته وسألوه أن يكونوا معه فأذن لهم وصار لهم أباً مرشداً يلبسهم الزيّ ويرشدهم إلى طريق العبادة. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
لم يصر راهباً بعد
سأله بعض الشيوخ مرة في جبل نيتريا أن يقول للإخوة كلمة تنفعهم فأجاب: أنا لم أصر بعد راهباً، لكني رأيت رهباناً. ثم أخبرهم أنه فيما كان يوماً في الإسقيط جاءه فكر يدعوه للذهاب إلى البرّية الداخلية. فلما ألحّ الفكر عليه مضى إلى هناك فصادف بحيرة ماء وفي وسطها جزيرة عليها وحوش وبين الوحوش رجلان عاريان فجزع منهما ظاناً أنهما روحان. فلما لاحظاه طمأناه وأخبراه عن نفسيهما. وإذ سألهما كيف يصير راهباً، أجاباه: ما لم يزهد الإنسان في كل أمور العالم فلن يستطيع أن يصير راهباً. فقال لهما: أنا إنسان ضعيف ولا أستطيع أن أكون مثلكما فأجاباه: إن لم تستطع أن تكون مثلنا فاجلس في قلاّيتك وابكِ على خطاياك! |
||||
18 - 05 - 2019, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
تواضعه
وحدث أن كان مكاريوس، مرة، عابراً في الطريق وهو يحمل الخوص وفي يده منجل. فالتقاه الشيطان وانتزع المنجل من يده وأراد قطعه به، فلمّا يفزع، بل قال: إن كان السيّد المسيح قد أعطاك سلطاناً عليّ فها أنامستعد لأن تقتلني. فلم يستطع الشيطان أن يفعل ضدّه شيئاً، فقال له: "يا مكاريوس! أنت تطرحني أرضاً بقوة عظيمة ولا أتمكّن منك. كل ما تعمله أعمله أنا أيضاً. أنت تصوم وأنا لا آكل أبداً. أنت تسهر وأنا لا أنام أبداً. شيء واحد تغلبني به: تواضعك! من أجل هذا لا أقدر عليك". فرفع مكاريوس يديه للصلاة فتوارى الشيطان للحال. وذكروا أن تلاميذه كانوا يدنون منه بخوف لأن توقيرهم له كان كبيراً. وإذ كان يراهم على هذه الحال كان يمتنع عن محادثتهم. أما إن أتاه إنسان وكلّمه بكلام قاس أو سخر منه أو غضب عليه فإنه كان، إذ ذاك، يجد للكلام جدوى فيجيب عن كل سؤال يُوجَّه إليه. كذلك كثيراً ما كان مكاريوس يسترشد لدى من هم أصغر منه. قابل صبياً، مرة، يرعى البقر، فسأله: قل لي يا صبي ماذا أعمل، فأنا جائع؟ فقال له: كلْ! فقال: أكلت وما زلت جائعاً! فقال له: كل من جديد! فقال: أكلت وما زلت جائعاً! فأجاب الصبي: لا شك إنك حمار يا راهب لأنك تأكل كما يأكل الحمار. فانصرف مكاريوس منتفعاً. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
انكفاءه وتقشفه
كان مكاريوس معروفاً جداً. لذلك كثيرون كانوا يقصدونه ليتبرّكوا منه. ولكي يحفظ نفسه في هدوء، حفر في قلاّيته سرداباً امتد نصف ميل هيّأ في نهايته، لنفسه، مغارة صغيرة اعتاد الخلود إليها كلّما زحمه الناس وثقّلوا عليه. ومن حبّه للصمت وحرصه عليه، قال لتلاميذه: فرّوا يا إخوة! فأجابوه: إلى أين؟ إلى أبعد من البرّية؟ فوضع يده على فمه وقال: من هذا فرّوا! وقال لهم: متى رأيتم الأشجار تُغرس بجوار الأبواب والشبّان يقيمون في الإسقيط فاحملوا أمتعتكم وارحلوا. وذكروا أن مكاريوس كان لا يمتنع عن شرب النبيذ متى قدّم له أحد الإخوة بعضاً. لكنه أخذ على عاتقه أن يصوم عن شرب الماء يوماً مقابل كل كأس خمر يشربها. فلما عرف الإخوة بقانونه امتنعوا عن تقديم النبيذ له لئلا يعذّب نفسه بالعطش. وقيل إنه بينما كان القديس سائراً في البريّة، مرة، وجد بقعة جميلة كفردوس الله وفيها ينابيع ماء ونخيل وأشجار متنوعة الأثمار. فلما أخبر تلاميذه عنها طلبوا الإقامة فيها فأجابهم: إن وجدتم لذّة وراحة في ذلك المكان وعشتم من دون تعب وضيق، فكيف تتوقّعون الراحة واللذّة من الله؟ أما نحن، معشر الرهبان، فيليق بنا أن نحتمل الآلام من أجل المسيح، في هذا الدهر، لنتمتّع بالسرور في الدهر الآتي. ولما قال هذا سكت الإخوة وامتنعوا. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
حكمته
توّجه القديس مكاريوس، مرة، برفقة تلميذ له إلى جبل نيتريا. فلما اقتربا من أحد الأمكنة، قال لتلميذه أن يتقدّمه قليلاً. فما أن ابتعد التلميذ عن معلّمه قليلاً حتى التقى كاهناً وثنياً يحمل بعض الأخشاب، فصرخ التلميذ في وجهه قائلاً: "يا خادم الشيطان، إلى أين تجري؟ "فاغتاظ الكاهن وانهال على التلميذ بالضرب حتى كاد يقضي عليه، ثم تركه ومضى. فلمّا تقدّم قليلاً التقى مكاريوس فبادره القديس بالقول: "لتصحبك المعونة يا رجل النشاط! فتعجّب الكاهن وأتى إليه وسأله: أي شيء جميل رأيته فيّ حتى حيّيتني على هذا النحو؟ فأجابه الشيخ: "إني أرى أنك تكدّ وتتعب وإن كنت لا تدري لماذا؟ " فتأثّر الكاهن وقال للشيخ: الآن عرفت أنك رجل الله ولست كذلك الراهب الشرّير الذي لعنني فضربته ضرب الموت. فعرف الشيخ أنه تلميذه. وإذ أمسك الكاهن الوثني بقدمي مكاريوس رجاه أن يرهبنه فوعده خيراً. ثم سار الاثنان إلى حيث كان التلميذ مطروحاً مغشياً عليه فأعاناه وأتيا به إلى كنيسة الجبل. بعد ذلك أخذ القديس الكاهن الوثني وجعله راهباً. وبفضله اهتدى العديد من الوثنيّين إلى المسيح. تعليق مكاريوس كان: "الكلمات الشرّيرة المتكبّرة تحوّل الأخيار إلى أشرار، والكلام الطيّب المتواضع يحوّل الأشرار إلى أخيار". وذكروا عنه أيضاً أن أخاً يدعى ثيوبمبتوس كان مجرّباً بأفكار الزنى وكان يخجل أن يتكلّم عنها. فدرى القدّيس بأمره وجاء إليه وسأله: "هل عندك شيء تقوله يا أخي؟ كيف أحوالك؟" فأجاب الأخ: "أموري حسنة في الوقت الحاضر!" فقال الشيخ: "ها أنا قد عشت في نسك شديد سنين طويلة وصرت مكرّماً من الجميع. ومع ذلك، ورغم إني شيخ، فإن شيطان الزنى يتعبني!" فأجاب ثيوبمبتوس: "صدقني يا أبي، إنه يتعبني أنا أيضاً!" فتابع الشيخ كما لو كان متعباً من أفكار كثيرة إلى أن قاد الأخ أخيراً إلى الاعتراف بما يثقّل عليه. فأعطاه مكاريوس قانوناً فالتزمه واستراح. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
محبته
زار مكاريوسُ أحدَ الإخوة وكان مريضاً. فسأله إذا كان بحاجة إلى شيء. فأجاب: بحاجة إلى خبز طري. فسار مكاريوس ستين ميلاً إلى الإسكندرية وأحضره له. |
||||
18 - 05 - 2019, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار مكاريوس الكبير المدعو المصري
تشبّهه بخالقه
كان في بعض القلالي أخ اتُهم بالزنى فلم يستطع الإخوة أن يصبروا عليه وأدانوه. وكانوا يترصّدون خطواته. مرة، لاحظوا امرأة تدخل إليه فأوقفوا بعضاً لمراقبته ثم جاؤوا إلى القديس مكاريوس وأخبروه. فكان جوابه الفوري: "لا تصدّقوا يا إخوة. حاشا لأخينا المبارك أن يفعل هذا!" فدعوه إلى التأكد من ذلك بنفسه. فأتى إلى قلاّية الأخ كما ليسلّم عليه. فلما علم الأخ بقدومه تحيّر وارتعد وخبّأ المرأة في الصندوق. فلما دخل القديس جلس على الصندوق ودعا الإخوة إلى الدخول فدخلوا وفتّشوا فلم يجدوا أحداً ولم يجرأوا على سؤال الشيخ أن يبتعد عن الصندوق ليروا ما إذا كانت فيه. وهكذا عادوا خائبين. فلما انصرفوا أمسك القديس بيد الأخ وقال له: "احكم على نفسك، يا أخي، قبل أن يحكموا عليك لأن الحكم لله!" ثم ودّعه وخرج. فلما وجد مكاريوس نفسه وحيداً في الخارج جاءه صوت يقول له: "طوباك يا مكاريوس، رجل الروح، يا من تشبّه بخالقه، وستر العيوب مثله!" ثم أن الأخ عاد إلى نفسه وتاب عن غيِّه وصار مجاهداً وبطلاً شجاعاً. وسأله آخر، مرة، أن يقول له كلمة منفعة فأجاب: "لا تصنع شرّاً بأحد ولا تدن أحداً. احفظ هذين الأمرين فتخلص". |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار مكاريوس الكبير |
القديس البار مكاريوس الإسكندري |
القديس البار نيكون الكييفي المدعو |
البار سيرابيون السباني المصري (القرن4م) |
القديس البار استفانوس المعترف المدعو دونالي (القرن10م) |