غذاء الديدان
تتغذى دودة الأرض بابتلاع التراب وهضم المواد الحيوانية والنباتية الميتة فيه، وتخرج ما تبقى من التراب برازاً، وفي أواخر الصيف، وأثناء الخريف، تعمد الديدان إلى جر الأوراق والعيدان اليابسة إلى جوف الأرض، ويمكن للمرء أن يشاهد هذه الأوراق والعيدان عالقة على مداخل ثقوب فتحتها الديدان، وبهذه الصورة تؤدي الديدان فائدة كبيرة للتربة، إذا أنها تفتح السراديب في الأرض، تتيح للهواء أن يدخل، وتساعد على تجفيف التربة، والأوراق التي تجرها الديدان إلى الداخل تهترئ وتتحول إلى سماد للأرض، ثم أن الديدان تقوم باستمرار بقلب التربة بابتلاع ذرتها وإلقائها على سطح الأرض، ومع أن كل دودة لا تحرك إلا كمية ضئيلة جداً من التربة فإن مليون منها أو أكثر من مليون قد يكون موجوداً في كل هکتار، بحيث أنها تستطيع كلها أن تقلب الأطنان العدة من التراب كل سنة، ولذلك يحبها الفلاحون.
والديدان تكره الطقس الحار الجاف شأنها في ذلك شأن البزاق العريان والحلزون، وفي مثل هذا الطقس تنزل الديدان في الأرض على عمق متر ونصف المتر تقريبا، وتلتف على ذاتها هناك بانتظار هطول المطر، وفي الصيف تخرج الديدان في الليل أكثر مما تخرج في النهار،
الديدان مكونة من أجزاء أو حزوز دائرية، وإذا قطعت الدودة بالرفش إلى نصفين ماتت، أما إذا قطع جز أو حزان من أحد طرفيها فإنها تستطيع أن تعيد إنماء المقطوع منها من جديد.