|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم والتكفير يخبرنا العهد الجديد عن تاريخ الله الذي يتنازل ويقترب من الإنسان، موحياً عن ذاته بأنه المحبة. فهو الآب الذي يصالح العالم بموت ابنه على الصليب وبقيامته من بين الأموات وبإرساله روحه القدوس. فالآب لم يستعمل ذبيحة الابن وآلامه كواسطة لإسكات غضبه كما كان مفهوم الشعب قديماً يصومون ويقدمون ذبائح لإرضاء الآلهة. فعلى الإنسان على ضوء حدث يسوع المسيح، أن يتقبّل مبادرة الله ويعترف بها ويشهد لها، ويشكرها ويحيا منها. فالصوم لا يصبح فعلاً يخرج من الإنسان ويصبح خارجاً عنه ليستطيع التكفير عن خطاياه، بل هو شهادة توحي بحالة داخلية تنبع من حضور الله الذي يسكن الإنسان. فهو ليس مجهوداً يقوم به الإنسان أو سيراً نحو الله يعيشه وكأن الإنسان يأخذ المبادرة، إنما الصوم هو فعل وعي على أن الله هو هنا، اقترب منا وينادينا. من هنا الصوم هو تعبير عن حضور المسيح العروس في حياة المؤمن وهذا الحضور هو سرّ كمال الإنسان. |
|