فاطمة ناعوت عن كارثة قطار محطة مصر
طوال الوقت نفخر بأننا نمتلك أول مرفق للسكة الحديد في الشرق الأوسط وأفريقيا، وثاني مرفق للسكة الحديد على مستوى العالم بعد بريطانيا. حيث بدأنا زراعة قضبان السكة الحديد في مصر في الربع الأول من القرن التاسع عشر في عهد الخيديوي عباس حلمي الأول، وبدأ التشغيل الفعلي للقطارات في مصر عام ١٨٥٤، قبل جميع الدول العربية والأفريقية، وقبل جميع دول العالم باستثناء بريطانيا. مثلما دائمًا نفخر بأن المشرف على تنفيذ خطوط السكة الحديد المصرية هو المهندس روبرت ستيفنسون، ابن مخترع القاطرة البخارية المهندس البريطاني جورج ستيفنسون. وطالما كنا نفخر بأن كلمة (وابور) التي نستخدمها للتعبير عن القطار وتغنّى بها عبد الوهاب، جاءت من الكلمة الفرنسية والإنجليزية Vapour التي تعني (بخار)، وهي التقنية الأولى التي استُخدم فيها الفحم لتوليد البخار في تسيير القطارات في العالم قبل استخدام المحركات الكهربائية. لأن استخدام تلك الكلمة (وابور) وشيوعها على ألسن آبائنا وأجدادنا، يشير إلى عراقة القطارات لدينا في#مصر ، قبل دول كثيرة لم تعرف القطارات إلا في عهد الموتور الكهربائي. لكننا بعد كل فاجعة قطار مصري، مثل فاجعة الأمس المروّعة، نتساءل: هل هذا المرفق المصري العريق الذي سبقت فيه مصرُ العالمَ، هل يخضع بالفعل للتطوير والصيانة الدورية المنظمة وعمليات الإحلال والإبدال الضرورية والحتمية لتسيير وسلامة مرفق شديد الأهمية والحيوية والخطورة مثل مرفق السكة الحديد، الذي يحمل فوق كفيه آلاف الأرواح كل ساعة من ساعات اليوم؟! الإجابة تكون: ((لا)) كبيرة، حزينة وبائسة!
اليوم السابع