القوى المدنية لـ«السلفيين»: عالجوا صورتكم السيئة أولاً
يونس مخيون
شنت الأحزاب المدنية وعلى رأسها، «الوفد والتجمع والمصريين الأحرار»، هجوماً حاداً على السلفيين، والدكتور يونس مخيون نائب رئيس حزب النور، بعد تصريحاته بشأن «تطبيق الحدود»، وطالبوهم بالعودة إلى أعضائهم مرتكبى الجرائم والفضائح قبل أن يتحدثوا عن «الحدود»، وأكدوا استحالة تطبيقها، خصوصاً بعد الصورة السيئة التى سادت عنهم لدى الشعب، ومن ثم فإن هذه التصريحات لا تعبر إلا عنهم.
أنور البلكيمى
وطالب أحمد خيرى، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، السلفيين الذين يتحدثون عن قوة الإسلاميين والأحزاب المدنية فى الشارع، بأن ينظروا إلى نتائج الانتخابات الرئاسية، وقال، إن الذين صوتوا فى الانتخابات لم يتجاوزوا 25%، كما أن أكثر من 60% من الناخبين أعطوا أصواتهم لغير الإسلاميين، وطالب مخيون وغيره من السلفيين، بأن يتحدثوا عن أنفسهم وألا ينصبوا أنفسهم للحديث عن الشعب، وألا يخلطوا الأمور ويتحدثوا عن الأحزاب المدنية، عند التحدث عن قوانين وقضايا مجتمعية، وقال إن هذه القضايا لا ينظر إليها بمنظور حزبى ولا يجرى تقسيمها بين ليبرالى وإسلامى.
وأوضح لـ«الوطن» أن العد التنازلى للسلفيين بدأ منذ فترة، ومزاج الشعب أصبح بعيداً تماماً عنهم، ومن ثم فعليهم أن يتجهوا لإصلاح أنفسهم ويتحدثوا عن نواب الفضائح منهم كأنور البلكيمى وعلى ونيس وحازم صلاح أبوإسماعيل، والمتاجرين فى البوتاجاز الذين يجرى التحقيق معهم الآن، بدلاً من الحديث عن الأحزاب المدنية، ولفت إلى أن حزب النور فقد مصداقيته وساءت سمعته وعليه أن يعالج صورته فى المجتمع.
وأضاف: «الأحزاب المدنية ليست قوية لأن معظمها وليد بعد الثورة وليس لديها تمويل يمكنها من إحداث تطور سريع وحراك فعال فى وقت قصير، وجميعها تعانى ضعف تمويل».
وأكد خيرى استحالة تطبيق السلفيين أو غيرهم لـ«الحدود» الآن، وقال، «لو عملوا البدع لن يستطيعوا تنفيذ ما يفكرون به»، ولفت إلى أن هذا الحديث صادر من مجموعة حُرقت انتخابياً وفقدت رأسمالها بعدما فشلت فى تغيير المادة الثانية للدستور وفقاً لمقترحاتهم.
وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب «التجمع»، إنه ليس لديه مانع من تطبيق الحدود ولكن عليهم أن يطبقوها أولاً على أنفسهم من أمثال «البلكيمى وونيس»، والمتهمين فى المتاجرة بالبوتاجاز، ومن ثم يلتفتون إلى تطبيقها على الغلابة، وأعلن تحديهم فى تطبيقها.
وطالب السعيد فى تصريح لـ«الوطن»، السلفيين، بأن يعرفوا أن تطبيق الشريعة له قواعد شرعية وليس وفقاً للانفعال، ووفقاً لهذه القواعد فإنه سيمر الآلاف منها، ولو طبق مثلاً حد «قطع اليد»، فإن السارق إذا سرق من المال العام فإنه سيعفى لأنه سرق من المال العام الذى له جزء منه، كما طالبهم بأن يستخدموا عقولهم ويدركوا أن هناك أدوات شرعية لتجديد الخطاب الدينى على مر العصور، وأنه لا بد من وضع قواعد للقطع لأن 90% من السارقين الآن لن تطبق عليهم هذه القواعد.
وأوضح أن الحدود وضعت قبل الإسلام، فى زمن لم يكن به مقيدات للحريات وسجون، لذلك كان يطبق العقاب مباشرة، ووضعت له قواعد رحمةً من الله، أما الآن فالأمور اختلفت وهناك سجون وقوانين وعقاب.
وعما قاله «مخيون» بشأن ضعف الليبراليين والأحزاب المدنية، قال السعيد، إن السلفيين لا يمثلون الشعب، وما يقويهم هو اتجارهم بالدين، وعليهم أن يتحدثوا فى الموضوع الرئيسى الخاص بتطبيق الحدود وألا يتطرقوا للأحزاب.
ولم يتعجب حسام الخولى سكرتير مساعد حزب الوفد من تصريحات «السلفيين»، وقال، «هذه طبيعتهم، ووجهة نظرهم، وهذا هو أسلوبهم»، وأضاف، «كنت أتمنى أن يتحدثوا عن الاقتصاد، ونهضة البلاد، وألا يرجعوا 3 آلاف عام للخلف، وبالنسبة للشريعة التى يتحدثون عنها فهناك الأزهر الذى علمنا الدين الحق، فإذا كان السلفيون يرون أنهم عاشوا فى دولة غير مسلمة فليبحثوا عن أخرى».
وأضاف لـ«الوطن» أن الأحزاب المدنية ضعيفة لأنها أضعف من السلفيين تمويلاً وأموالاً، وليس لديها التمويل العجيب الذى يهبط من السماء عليهم ولا أحد يعرف مصدره.
الوطن