|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَجَاؤُوا بِٱلَّذي كَانَ أَعْمَى إِلى الفَرِّيسِيِّين إنجيل القدّيس يوحنّا ٩ / ١٣ – ٢٥ فَجَاؤُوا بِٱلَّذي كَانَ أَعْمَى إِلى الفَرِّيسِيِّين. وكَانَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ الطِّين، وفَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى، يَوْمَ سَبْت. وعَادَ الفَرِّيسِيُّونَ يَسْأَلُونَهُ كَيْفَ أَبْصَر، فَقَالَ لَهُم: «وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، وٱغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر». فَقَالَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّين: «لَيْسَ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لأَنَّهُ لا يَحْفَظُ السَّبْت». وقَالَ آخَرُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَ هذِهِ الآيَات؟». وكَانَ بَيْنَهُم شِقَاق. فَقَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «وأَنْتَ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». قَال: «إِنَّهُ نَبِيّ». ومَا صَدَّقَ اليَهُودُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى ثُمَّ أَبْصَر، فَٱسْتَدْعَوا وَالِدَيْه، وسَأَلُوهُمَا قَائِلين: «أَهذَا هُوَ ٱبْنُكُمَا الَّذي تَقُولانِ عَنْهُ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآن؟». فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وقَالا: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُنَا، وأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلا نَعْلَم، أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلا نَعْلَم. إِسْأَلُوه، وهُوَ يُجِيبُ عَنْ نَفْسِهِ، لأَنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد». قَالَ وَالِدَاهُ هذَا خَوْفًا مِنَ اليَهُود، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا قَدِ ٱتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَفْصِلُوا عَنِ المَجْمَعِ كُلَّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح. لِذلِكَ قَالَ وَالِدَاه: «إِنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد، فَٱسْأَلُوه». فَٱسْتَدْعَى الفَرِّيسِيُّونَ ثَانِيَةً ذَاكَ الَّذي كَانَ أَعْمَى وقَالُوا لَهُ: «مَجِّدِ ٱلله! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئ». فَأَجَاب: «لا أَعْلَمُ إِنْ كَانَ خَاطِئًا. أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا، وهُوَ أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى، وهَا أَنَا الآنَ أُبْصِر». «على أَنَّ اليَهودَ لم يُصَدِّقوا أَنَّه كانَ أَعْمى فأَبصَر، حتَّى دَعَوا والِدَيه» بعد أن عجزَ الفرّيسيون عن إخافة هذا الرجل الأعمى، وبعد أن رأوا أنّه كان يذكر اسم الشخص الذي شفاه بكلّ حريّة، اعتقدوا أنّهم يستطيعون إخفاء حقيقة المعجزة من خلال والدَيه؛ هذا هو معنى كلام الإنجيلي: “على أَنَّ اليَهودَ لم يُصَدِّقوا أَنَّه كانَ أَعْمى فأَبصَر، حتَّى دَعَوا والِدَيه”، أيّ والدَيّ الرجل الذي كان أعمى وأبصر. لكن هذه هي طبيعة الحقيقة، أيّ أنّها تستمدّ قوّة أكبر وسط الصعوبات. إنّ الكذب يدمّر نفسه، والأساليب التي يتّبعها لتدمير الحقيقة تؤدِّ فقط إلى جعل تلك الحقيقة ساطعة أكثر؛ هذا ما حصل هنا. كان يمكن القول إنّ شهادة الجيران لم تكن أكيدة، وإنّهم ربّما أخطأوا في الشبه؛ لذا، تمّ استدعاء الوالدَين اللذين كانا يعرفان ابنهما أكثر من أيّ شخص آخر: “فسأَلوهما: أَهذا ابنُكما الذي تَقولانِ إنّه وُلِدَ أعمى؟” هم لم يقولوا: “الذي كان أعمى”، بل “الذي تَقولانِ إنّه وُلِدَ أعمى؟” أيّها الرجال المنحرفون والحقيرون! أيّ والد يوافق على الإدلاء بكذبة كهذه بشأن ابنه؟ هنالك أمر واحد لم يقولوه، وهو أنّهم جعلوه أعمى بأنفسهم. لذا، بذلوا جهدًا كبيرًا لجعلهما ينكران شفاءه من خلال هذين السؤالين: “أهذا ابنُكما الذي تَقولانِ إنّه وُلِدَ أَعمى؟” و”فكَيفَ أصبَحَ يُبصِرُ الآن؟” هذا يعني أنّهم كانوا يريدون إنكار إحدى الواقعتين: إمّا أنّه لم يبصر، أو أنّه لم يولد أعمى. لكن بما أنّه لا يمكن إنكار أنّه أبصر، فهذا يعني تلقائيًّا أنّه لم يولد أعمى. القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم. |
|