|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وعر
الوعر في الأصل ضد السهل, وإنما استعملت هذه الكلمة في ترجمتنا بمعنى الأجمة, أي موضع الأشجار الكثيفة. وقديمًا كانت الوعورة كثيرة في أرض كنعان. فقد اكتست هضابها بأشجار السرو, والسنديان, والبلوط, والصنوبر, والدردار, والبقس, والشربين, والدلب وغيرها, وغمرت بطاحها المراعي الخضراء. وذكر العهد القديم كثيرًا من الوعور كوعر الحارث, وكان على الأرجح قرب كيلة إلى الجنوب الغربي من بيت لحم (1 صم 22 : 5), ووعر أفرايم, على الأرجح قرب محنايم شرقي الأردن (يش 17 : 15 - 18 و1 صم 14 : 25 و 26 و 2 صم 18 : 6), ووعر الكرمل (2 مل 19 : 23 و اش 37 : 24), ووعر في بلاد العرب (اش 21 : 13), وكانت ترتاح فيه القوافل, وغاب زيف (1 صم 23 : 15). أما بيت وعر لبنان (1 مل 7 : 2), الذي بناه سليمان, فيظهر أنه سمي بهذا الاسم, لأنه استخدم في بنائه مقدارًا هائلًا من خشب الأرز النابت في لبنان. وكان سهل شارون أو سارون الممتد بين قيصرية ويافا (يش 12 : 8 و أخبار 27 : 29 واش 33 : 9 و 35 : 2 و 65 : 10) مغروسًا بالأشجار الكثيفة, التي حلت مكانها أشجار البرتقال والليمون اليوم. واشتهرت أريحا بأشجار النخيل والبلسان, واكتسى وادي الأردن "الغور" بالعبل والصفصاف. وظلت الغابات تكسو مرتفعات فلسطين على الرغم من الغازات والحروب والنهب والسلب حتى القرون الوسطى, ثم أخذت تخف وتزول قرنًا بعد قرن. والأشجار التي نجت من الحرق لصنع الفحم, لم تنج من المواشي, لاسيما من الماعز عدو الأشجار القديم. ولا شك أن قطع الأشجار من الجبال قد أوقع بالبلاد أضرارًا بليغة, إذ قلل من سقوط المطر, وجعل المطر الساقط ينحدر كالسيل ويجرف ما على سطوح الجبال من تربة. |