|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعرف على سر الذي تخفيه قناديل البحر
ظلت فكرة التحايل على الموت تسحر عقول البشر، وتستحوذ على اهتمامهم عبر العصور المتلاحقة. سلك الطامحون إلى الخلود طرقا عديدة، من الدين والفلك وتجميد الجثث، وحتى ينبوع الشباب الدائم الخرافي. وبينما كنا نفتش في ثنايا الكتب الدينية والعلمية وبين جنبات الأرض، اكتشفنا أن سرّ الخلود قد يكون طافيا على سطح مياه المحيطات، في صورة قناديل البحر. وعندما نذكر كلمة قنديل البحر، فإن الصورة التي تتبادر إلى الذهن في الغالب هي صورة قندبل البحر في طور النضوج أو ما يعرف بـ "الميدوزا"، وهي المرحلة الثانية في دورة حياة قنديل البحر. وتقضي قناديل البحر هذه المرحلة من حياتها في صورة مناطيد معتمة تتدلى منها مجسات طويلة رقيقة وتنجرف مع التيارات المائية. تبدأ قناديل البحر حياتها في صورة يرقات، وهي كائنات دقيقة أسطوانية تشبه السيجار، وتسبح هذه اليرقات في المياه بحركة دوامية بحثا عن صخرة أو أي سطح آخر صلب تصادفه في طريقها لتلتصق به. وبمجرد أن تستقر في مكانها، تتحول إلى بوليب (سليلة)، يشبه شقائق النعمان الصغيرة. وتتكاثر هذه البوليبات لاجنسيا، أي تستنسخ نفسها، لتشكل مستعمرات من البوليبات، وقد تغطي المستعمرة الواحدة لسانا بحريا كاملا في غضون أيام. وبعض الأنواع من البوليبات تنمو في شكل شجيرات صغيرة على مساحة شاسعة، وعندما تكون الظروف مواتية، تتبرعم كميات هائلة من تلك البوليبات، وتكون براعمها عبارة عن قناديل بحر صغيرة. إلا أن الإثارة الحقيقية تبدأ بعد موت قناديل البحر، فعندما تموت قناديل البحر من فصيلة قنديل البحر الخالد، واسمها العلمي "توريتوبوسيس دورناي"، في طور النضوج، تهبط إلى قاع المحيط وتبدأ في التحلل. لكن العجيب أن خلاياها تتجمع مرة أخرى، لتطور قناديل بحرية جديدة، لا في طور الميدوزا، ولكن في طور البوليب مباشرة، وتخرج من هذه البوليبات قناديل بحر جديدة. إذ تعود قناديل البحر من مرحلة النضج إلى المرحلة الأولى من حياتها في صورة بوليب لتبدأ حياتها من جديد. وتقول دكتورة ليزا آن غيرشوين، باحثة في ولاية تسمانيا الاسترالية ومتخصصة في قناديل البحر، وهي أيضا مديرة خدمة "ستنغر" للاستشارات البحرية: "هذا الاكتشاف أذهلنا جميعا، لقد كان من أروع الاكتشافات في العصر الحديث". وعلى عكس معظم قناديل البحر، فهذا النوع لديه زوائد رقيقة وقصيرة، إلا أن قنديل البحر الخالد ليس النوع الوحيد من قناديل البحر الذي ينهض من الرماد، إذ احتفظ طالب أحياء بحرية في الصين في عام 2011 بقنديل بحر قمري في حوض أسماك. وعندما مات قنديل البحر، احتفظ الطالب بجسمه في حوض آخر، وبعد ثلاثة أشهر، انبثقت من قمة جسم قنديل البحر القمري بوليبات صغيرة جديدة. ولوحظت عملية التجديد الطبيعي تلك في نحو خمسة أنواع من قناديل البحر. ولكن بخلاف الخلود، ما هي الفائدة التي ستعود على قنديل البحر من عملية التجديد الطبيعي؟ ولماذا يقوم بهذه العملية؟ الإجابة ببساطة أن قنديل البحر عندما يضعفه المرض أو يشيخ أو يواجه مخاطر، يستدعي آلية البقاء على قيد الحياة العجيبة، ويجدد خلاياه وأنسجته بعد موتها. وبمجرد أن تبدأ عملية التجديد، ينكمش الجزء العلوي من جسم قنديل البحر الشبيه بالمظلة ومجساته. ويتحول مرة أخرى إلى بوليب، ثم يلتصق بأي سطح صلب يصادفه لينمو مرة أخرى ويصبح قنديل بحر في طور الميدوزا، وقد يعيد الكرّة مرات ومرات. وتعتمد عملية التجديد الطبيعي على عملية إعادة برمجة خلايا الجسم أو ما يسمى بالتحول الخلوي، إذ تتحول خلايا قنديل البحر من نوع إلى آخر، لتغير خطة بناء الجسم وتطوره، وهي الخطة التي تميز الحيوانات من تلك الشعبة. وتقول غيرشوين إنها لا ترى أي علاقة في الوقت الحالي بين خلود قناديل البحر وخلود البشر، ولكن هذا لا يعني أن علماء الهندسة الوراثية لن يبحثوا عن طرق للاستعانة بجينات قناديل البحر في إطالة عمر البشر مستقبلا. ومن يدري، لعل بعض الجينات المستخلصة من قناديل البحر تجعلنا قادرين على تجديد خلايانا وتبديل صورتنا كلما استنفدنا طاقتنا، |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قناديل البحر سريعة جدا |
قناديل البحر |
قناديل البحر المكعبة |
قناديل البحر المكعبة |
قناديل البحر الصندوقية |