|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجتمع الملائكة أمام عرش الله لتقدّم تقارير عن تصرّفات البشر منذ سنوات عدّة التحق الأخ جبرائيل بأحد الأديار، وبدأ حياته الرهبانيّة بجدّيّة وحماس. أخذ هذا الأخ يتقدّم، يومًا بعد يوم، في الفضيلة، فكان الأوّل في الطاعة والوداعة و… لاحظ رئيس الدير، يومًا، الأخ جبرائيل يمرّ كلّ يوم سبت بعد صلاة الغروب على قلالي إخوته الرهبان يطلب منهم المسامحة قائلاً: “باركوني واغفروا لي” فكان يسمع ردّ الرهبان له: “ليباركْك الله ويغفر لك”، فظنّ، للوهلة الأولى بأنّ الأخ جبرائيل ارتكب ذنبًا ما، وهو يطلب المسامحة عليه. ولكن، ولمّا تكرّر الأمر لأسابيع وشهور، استدعى الرئيس الراهب المجاهد، وسأله: – أراك، يا بنيّ، تمرّ على قلالي الرهبان بتواتر تطلب منهم المغفرة، فهل أخطأت إليهم؟ وإن كان قد حصل ذلك، فلماذا لم تعترف لي به؟ – كلا، يا أبي، فأنا، بمعونة الله وصلواتك، حريص جدًّا ألاّ أزعج إخوتي الرهبان بتصرّفاتي أو بأقوالي. – ولكن، لماذا، إذًا، تقوم بهذا العمل كلّ يوم سبت فقط؟ – سامحني، يا أبي، لقد سبق لي أن قرأت في كتاب روحيّ قديم وجدته صدفة في مكتبة الدير، أنّ كلّ يوم سبت بعد صلاة الغروب تجتمع الملائكة الحارسون أمام عرش الله لتقدّم تقارير عن تصرّفات البشر، فيأتيّ كلّ ملاك حارس، ويسجد أمام العرش الإلهيّ حيث يجلس الربّ يسوع المسيح الديّان، ويبلّغه أعمال الناس. فيفرح الربّ بالأعمال الصالحة ويبارك عامليها، ويحزن للأعمال السيّئة، آملاً أن يتوب مقترفيها، لئلاّ يُحكَم عليهم يوم الدينونة الرهيب مع الأشرار، وتصير الجحيم نصيبهم إن لم يتوبوا. ولذلك، تراني، يا أبي القدّيس، أسامح الآخرين على أقلّ الهفوات الصادرة منهم، وأطلب، أنا أيضًا، مسامحتهم لي على زلاّتي تجاههم لأفلت من دينونة الله الرهيبة والقضاء الأبديّ. رمزية هذه الحادثة إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي المقطع – دده، الكورة، تضعنا أمام رحمة الله وعدله، الموت حتمي، وأعمالنا هي جسر العبور الى الملكوت. اسهروا وصلوا قال الرب، كونوا مستعدين لنيل إكليل السماء حيث تشاهدون وجه الله. |
|