لقد كان من امتياز الرسول يوحنا أن ينظر من خلال بوابات السماء. وإذ يصف ما رآه فإنه يبدأ بالقول: "ثم نظرت وإذا خروف" ومن هذا نتعلم أن الموضوع الرئيسي للتطلع في الحالة السماوية هو "حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم" فليس ثمة شيء آخر اجتذب انتباه الرسول مثلما اجتذبه هذا الشخص الإلهي الذي افتدانا بدمه، إنه غرض ترنيمات كل الأرواح الممجدة وكل الملائكة القديسين. فيا أيها المسيحي هنا سبب فرح لك. لقد نظرت ولقد رأيت الخروف. ومن خلال دموعك رأت عيناك حَمَل الله رافعاً عنك خطاياك. فافرح إذاً لأنه عما قريب، حينما تُمسح الدموع من عينيك، سترى نفس الحَمَل ممجداً على عرشه. إنها لمسرة قلبك أن تتمسك بالشركة اليومية مع الرب يسوع. ولسوف يكون لك نفس المسرة ولكن بدرجة أرفع بكثير في السماء. هناك ستستمتع بالرؤية الدائمة لمحضره ولسوف تسكن معه إلى الأبد.
"ثم نظرت وإذا خروف". فماذا إذاً؟ إن هذا الخروف هو السماء نفسها. وحسناً قال: "رذرفورد": "السماء والمسيح هما نفس الشيء". فإن تكون مع المسيح يعني أن تكون في السماء، وأن تكون في السماء يعني أن تكون مع المسيح. إن أسير الرب هذا أي "رذرفورد" قد كتب الكلام الحلو التالي في إحدى رسائله المجيدة: "أيها الرب يسوع المسيح، إنني لو كنت في السماء بدونك لكان هذا هو الجحيم بعينه، ولو أنني كنت في الجحيم ولكن كنت لي هناك أيضاً، فإنه يصبح كالسماء بالنسبة لي، لأنك أنت هو كل السماء التي أرجوها". أليس هذا حقاً؟ أليس ذلك كذلك أيها المؤمنون بالمسيح؟ ألا تقول نفوسكم:
كل القيثارات ليست بقادرة
أن تجعل السماء سماءً
إن لم يسكن الله فيها
أو حجب وجهه
كل ما تحتاجه لكي تنال البركة، بل البركة الأسمى، هو "أن تكون مع المسيح