|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويَهدي خُطانا في طريقِ السَّلامِ “امتلأَ زكَرِيَّا مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ، فتَنبّأَ قال:” تبارَكَ الرَّبُّ، إلهُ إِسرائيلَ لأنَّهُ تَفَقـدَ شَعبَهُ وافتَداهُ، فأقامَ لنا مُخَلِّصًا قَديرًا في بَيتِ عَبدِهِ داودَ. كما وعَدَ مِنْ قَديمِ الزَّمانِ بِلسانِ أنبـيائِهِ القدِّيسينَ خَلاصًا لنا مِنْ أعدائِنا، ومِنْ أيدي جميعِ مُبغِضينا، ورَحمةً مِنهُ لآبائِنا وذِكرًا لِعَهدِه المُقدَّسِ وللقَسَمِ الذي أقسَمَهُ لإبراهيمَ أبـينا, بأنْ يُخَلِّصَنا مِنْ أعدائِنا، حتى نَعبُدَهُ غيرَ خائِفينَ، في قداسةٍ وتَقوَى عِندَهُ طُوالَ أيّامِ حياتِنا. وأنتَ، أيُّها الطِّفلُ، نَبـيَّ العليِّ تُدعى، لأنَّكَ تتَقدَّمُ الرَّبَّ لتُهيّـئَ الطَّريقَ لَهُ، وتُعَلـمَ شَعبَهُ أنَّ الخلاصَ هوَ في غُفرانِ خطاياهُم. لأنَّ إلَهَنا رَحيمٌ رَؤوفٌ يَتَفقَّدُنا مُشرِقًا مِنَ العُلى. ليُضيءَ لِلقاعِدينَ في الظَّلامِ وفي ظِلالِ الموتِ ويَهدي خُطانا في طريقِ السَّلامِ.” وكانَ الطِّفلُ يَنمو ويتقَوَّى في الرُّوحِ. وأقامَ في البرِّيَّةِ إلى أنْ ظهَرَ لِبَني إِسرائيلَ. التأمل: “ويَهدي خُطانا في طريقِ السَّلامِ..” ان طريق السلام تهيأ في البيوت، تبدأ منذ الطفولة وتستمر طوال الحياة. لذلك ورد في بداية النص كلمة “البيت” للدلالة على أهمية التربية المنزلية على أيدي آباء وأمهات مشبعين من الكلمة, الذين ينجحون في تحقيق الاخوة العميقة بين أولادهم وعيش السلام في الأسرة النواتية أولا ومن ثم في المجتمع. كشفت دراسة ميدانية تتناول الاسرة في لبنان أن 75 في المئة من الأسر اللبنانية تعاني من مشاكل سلوكية وتفكك للأسرة،الامر الذي يولّد العنف والفساد أو الانفلات الأخلاقي الذي يؤدي بدوره إلى زيادة في نسبة المنحرفين. وتكمل الدراسة ان العلاقات التي تربط الأب بالأم، والصورة التي يقدمانها تنطبع في أطفالهم منذ سنواتهم الأولى. فإذا كان الأب يرمز إلى كل ما هو ممنوع او إلى التسلّط، يؤدي إلى تسلط أبنائه الذكور على أخواتهم وزوجاتهم في ما بعد. وإذا كان الأب مستقيلاً من مهامه الأبوية، يولّد الحقد ويغذّي روح الثورة لدى ولده تجاهه وتجاه كل من يمكن أن يؤدي دوره مثل المعلّم. وغالباً ما يتمرّد الولد في وجه والد يمنعه من ممارسة استقلاليته ويملي عليه آرائه. تماماً كما يتأثر كل طفل بنمط العلاقة التي تربط الأب بالأم. أضف الى ذلك العنف اللفظي والمعنوي والجسدي الذي يتعرض له الاطفال منذ الصغر, يولد لديهم عدائية مفرطة في المستقبل على كل شيء. لقد كان الطفل يوحنا “ينمو ويتقوى في الروح” , لذلك استطاع أن “يضيء للقاعدين في الظلام في ظلال الموت ويهدي خطانا في طريق السلام”. كيف ينشأ أطفالنا وبماذا يتقوون؟ هل ينمون في جو من الانفتاح على الاخر؟ أم ينمون في جو من التحجر العقلي والعاطفي والروحي, كما يتربى أطفال شرقنا الكئيب؟ هل نعرف جيدا أن أطفالنا يقلدوننا في كل شيء حتى في الامزجة والعقليات والتفكير؟ هل يجد أطفالنا فينا رقة القلب واللطف والتعاطف والرفق والتفهم ومراعاة المشاعر واحترام الاختلافات بين الناس؟ لنطلب نعمة الله دائما كي نتجنب الاخطاء الشائعة في التربية، حتى ينمو أطفالنا بالحكمة والنعمة ويسلكون منذ الصغر طريق السلام. |
|