|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شو عم يصير بمار شربل؟
منذ اللحظة التي بدأت السفر فيها خارج لبنان وأنا أتفاجأ بأمر غاية في الأهمية. غالباً عندما تذكر اسم لبنان تسمع الأمريكيين أو الأوروبيين يحدّثوك عن الحرب اللبنانية الأهلية أم الصراع العربي – الاسرائيلي، بعضهم يذكرون الحمّص والتبّولة، ولكن ما يفاجئني هو ارتباط اسم لبنان باسم القديس شربل. الشعب الماروني هو الشعب المسيحي الوحيد في العالم الذي ارتبط اسمه باسم راهب، واليوم، يرتبط اسم لبنان باسم القديس شربل. ليست صدفة أن يذكر اسم لبنان في الكتاب المقدس، وليست صدفة أن يرتبط اسم لبنان اليوم باسم قديس يقود ثورة فعلية في لبنان، ثورة ايمان، ثورة رجاء في ظل ما يشهده لبنان منذ سنين طويلة حتى اليوم من مشاكل اقتصادية، امنية وسياسية وسواها. تسأل المغتربين اللبنانيين يقولون لك “اشتقت لعنّايا”، هذه العبارة تكفي لتضع النقاط على أهمية العلاقة بين اللبنانيين وقديسهم، واللبنان الذي يريدوه، ولا يكتفي المغتربون بالتعبير عن حبهم لقديس لبنان، بل وصل الأمر الى شعوب ربما لم تزر لبنان يوماً، كالبولونيين الذين بدأوا يصلّون للقديس شربل، أو حتى في روسيا وصولاً الى اليابان والمكسيك والهند حيث أقيمت المزارات على اسم القديس شربل. في الوقت الذي يصل فيه الانسان الى مرحلة اليأس والانهيار، يرسل الله قديسين يشجّعون الناس على الصلاة والايمان بالله. شربل، ليس سوى هذا الراهب الفقير المتواضع الذي عاش النسك والمحبة واستعمله الله ليكون مثالاً لعالمنا اليوم، عالمنا الغارق في الماديات والفوضى، أرسله الله ليشجّع الناس على البقاء، أو العودة الى لبنان. شربل، ليس سوى هذا الفلاح البسيط، حياته لا تشبه حياة كثيرين من المسيحين اليوم الذي يهوون الشهرة والمال، فشربل لم يكن لديه سوى الله ووحده الله يكفيه. تعالوا نتعلم من شربل، تعالوا نمشي الطريق التي سار عليها، تعالوا نتبع يسوع في عالمنا اليوم، عالم الضياع والموت. شربل، هو المثال الذي على مسيحيي لبنان ومسيحيي الشرق والعالم التمثّل به، لا الزعيم، ولا الايديولوجيات، ولا المال ولا الشهرة…يمكن لهذه الأمور أن توقظ الرجاء في قلوب البشر. |
|