|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثلاثة بنود لقانون الإيمان والمعمودية اقوال القديس إيريانوس من كتاب الكرازة الرسولية للقديس إيرينيوس أبو التقليد من القرن الثاني الميلادي - [ ومعنى اسمه: صانع السلام ] [ إن البند الأول من قانون إيماننا، وقاعدة البناء وأساس الخلاص هي أن: " الله الآب غير المولود، غير المُحوى، غير المرئي إله واحد خالق الجميع ". (1) والبند الثاني هو أن: كلمة الله " ابن الله، يسوع المسيح ربنا، الذي تنبأ عنه الأنبياء (2)، الذي كل شيء به كان (3) وبتدبير الآب في الأيام الأخيرة صار إنساناً بين البشر (4) وتراءى للكل (5) لكي يُبطل الموت (6) ولكي يجمع (7) كل شيء ويُظهر الحياة ويصنع شركة بين الله والإنسان. والبند الثالث هو أن: " الروح القدس هو الذي بواسطته تنبأ الأنبياء وتعلَّم الآباء بأمور الله، والذي بواسطته دخل الأبرار إلى طريق البرّ، كما أنه انسكب في الأيام الأخيرة (8) بطريقة جديدة على جنس البشر مُجدداً الإنسان لله. لأجل هذا، فإن المعمودية التي هي ميلادنا الثاني (9) تُجرى على اسم الثالوث (10)، وهي التي تضمن لنا الميلاد الثاني من الله الآب بابنه في الروح القدس (11). لأن الذين يعتمدون ينالون روح الله الذي يقودهم نحو الكلمة، أي نحو الابن، بينما الابن يأتي بهم إلى الآب الذي يمنحهم عدم الفساد (12). إذن فبدون الروح لا يُمكن أن يرى هؤلاء كلمة الله وبدون الابن لا يُمكن لأحد أن يصل إلى الآب، لأننا ننقاد إلى الآب من خلال معرفة الابن (13)، بينما معرفة ابن الله الكلمة تصير بواسطة الروح القدس. كما أن الابن يمنح الروح بحسب ما يُريد الآب. والروح القدس يدعو الآب كُلي القدرة ورب القوات، لكي يُعلمنا أن الله هو مبدع السماء والأرض والكون كله، خالق الملائكة والناس ورب الكل، ذاك الذي به توجد وتُحفظ كل الأشياء، إنه الرحوم، والرءوف، والصالح، والبار والكامل في المحبة، إليه الجميع؛ اليهود والأمم والمؤمنين. ومع ذلك هو أب للمؤمنين أيضاً لأنه في آخر الأزمنة أعطى لهم عهد التبني. بينما لليهود هو سيد ومُشرِّع، لأنه عبر الأزمنة تناسى البشر الله وابتعدوا عنه وتمردوا عليه فساقهم للعبودية، ونير الناموس يُعلَّمهم أن لهم رب واحد، خالق وصانع كل شيء، الذي يمنح نسمة الحياة، وله يجب أن نُقد العبادة صباحاً ومساءً. هو البداية الخالقة وهو السيد. هو المعتني بالكل وفي نفس الوقت هو المُربي، والملك والديان، لأنه لا يوجد أحد يمكنه أن يفلت من دينونته سواء يهودي أو أممي ولا خاطئ ولا ملاك. لكن الذين – في الوقت الحاضر – يرفضون الإيمان بصلاحه فسوف يعرفون قوته في يوم الدينونة، وفق كلمات بولس الطوباوي: " غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله (رو2: 4 – 6). هذا هو الله الذي يدعوه الناموس إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب. إله الأحياء. وعلى الرغم من ذلك فإن عظمة وسمو هذا الإله لا توصف. _____________ (1) وهي نفس التعبيرات الواردة في القداس الغريغوري: [ أيها الواحد وحده الحقيقي. الله محب البشر الذي لا يُنطق به. غير المرئي، غير المُحوى، غير المبتدئ، غير الزمني، الذي لا يُحد. غير المفحوص، غير المستحيل، خالق الكل، مُخلص الجميع ] (الخولاجي المقدس، لجنة التحرير والنشر لمطرانية بني سويف والبهنسا، الطبعة الثالثة، 171ش، 1993م، ص469 (2) أنظر 1بط1: 10 – 20 (3) أنظر يوحنا 1: 3، ويقول القديس كيرلس الكبير: [ الله المُبدع الأعظم خلق بواسطة ابنه كل المخلوقات لأنه مكتوب: " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان " ] ( تعليقات لامعة "جلافيرا" ) (4) أنظر يو1: 14 (5) وقد شرح القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه "تجسد الكلمة" فصل 43، السبب الذي جعل الكلمة يصير إنساناً بين البشر، قائلاً: [ إن الرب لم يأتِ لكي يتظاهر أو يستعرض نفسه، بل جاء لكي يُشفي ويُعلم أولئك الذين هم تحت الآلام ] (43: 1 ص124، وهكذا تراءى للكل لا لكي يبهر الأنظار لكن لأن الإنسان وحده هو الذي أخطأ دون سائر المخلوقات. (6) يشرح القديس أثناسيوس باستفاضة هذا الأمر قائلاً: [ وهكذا إذ اتخذ جسداً مماثلاً لطبيعة جسدنا، وإذ كان الجميع خاضعين للموت والفساد، فقط بذل جسده للموت عوضاً عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا فعله من اجل محبته للبشر أولاً: لكي إذ كان الجميع قد ماتوا فيه، فإنه يبطل عن البشر ناموس الموت والفناء، ذلك لأن سلطان الموت قد استُنفذ في جسد الرب، فلا يعود للموت سلطان على أجساد البشر (المماثلة لجسد الرب). ثانياً: وأيضاً فإن البشر الذين رجعوا إلى الفساد بالمعصية يُعيدهم إلى عدم الفساد ويُحييهم من الموت بالجسد الذي جعله جسده الخاص، وبنعمة القيامة يُبيد الموت منهم كما تُبيد النار القش ] (تجسد الكلمة 8: 4 ص22) (7) الكلام هُنا عن المصطلح الذي فضله القديس إيرينيوس واقتبسه من الرسول بولس (أف1: 10)، وهو " إنجماع الكل في المسيح. [ ولست أنا بعد في العالم وأما هؤلاء فهم في العالم وأنا آتي إليك أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن (يو 17 : 11)] ، [ وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما إننا نحن واحد (يو 17 : 22) ] (8) أنظر يوئيل2: 29؛ أعمال2: 18 (9) أنظر يوحنا3: 3 (10) هُنا نعمة الميلاد الثاني تُمنح باسم الثالوث، وهذا التقليد يعرفه القديس أثناسيوس الرسولي ويُنبه على خطورة إنكار أحد الأقانيم الثلاثة قائلاً: [ لأنه كما أن الإيمان بالثالوث – المُسَلَّم إلينا – يجعلنا متحدين بالله، وكما أن ذلك الذي يستبعد أي واحد من الثالوث ويعتمد باسم الآب وحده، أو باسم الابن وحده، أو باسم الآب والابن بدون الروح القدس، لا ينال شيئاً، بل يظل غير فعال وغير مكتمل... هكذا ذلك الذي يفصل، فليس له الآب ولا الابن بل هو بدون إله، وهو أشر من غير المؤمن، ويمكن أن يكون أي شيء إلا أن يكون مسيحياً ] (الرسائل عن الروح القدس الرسالة الأولى 30 ص85 – 86) (11) هكذا يُعبَّر القديس إيرينيوس عن التقليد الكنسي الذي استمر مع الآباء الذين أتوا بعده بخصوص أن الآب يفعل كل شيء بالابن في الروح القدس. أنظر القديس أثناسيوس الرسولي على سبيل المثال، عندما شدد على وحدة عمل أقانيم الثالوث في سياق شرحه للآية: " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم " (2كو13: 13)، حين قال: [ لأن هذه النعمة والهبة تُعطى في الثالوث من الآب بالابن في الروح القدس. وكما أن النعمة المُعطاة هي من الآب بالابن، هكذا فإنه لا يكون لنا شركة في العطية إلا في الروح القدس ] (الرسائل عن الروح القدس، الرسالة الأولى ص 31) (12) هنا يشرح القديس إيرينيوس عمل الثالوث فينا بوضوح، فالروح يقودنا إلى الابن، والابن يأتي بنا إلى الآب الذي يمنحنا عدم الفساد. (13) أنظر يوحنا 14: 6 ______________ عن كتاب الكرازة الرسولية للقديس إيرينيوس 6 – 8 من ص70 – 74؛ إصدار المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية بالقاهرة – نصوص أبائية 94؛ الترجمة والمقدمة والتعليقات والفهارس للدكتور نصحي عبد الشهيد، والدكتور جورج عوض إبراهيم أغسطس 2005 |
|