يُحكى عن امرأة غنيّة جدًّا ذهبت عند طبيب نفسي وقالت له أنّها لا تشعر بالفرح وأنّها دومًا حزينة من دون أي سبب وطلبت مساعدته.
عندها، نادى الطبيب على السّيّدة المسنّة التي تعمل لديه وطلب منها أن تخبر هذه السّيّدة أين وكيف لاقت السعادة! بدأت المرأة المسنّة تخبر والغنيّة تسمعها، قالت: "من سبعة أشهر مات زوجي ومن شهرين توفي ابني بحادث سيارة وأصبح السّواد يلفّ حياتي، ولم يتبق لي شيء لأعيش من أجله، نسيت كيف يبتسم النّاس... حتى أنّني فكّرت في الانتحار.
وفي يوم من أيام الشتاء، وبينما كنت عائدة من العمل، جرى ورائي كلب صغير، كان يشعر بالبرد فأشفقت عليه، وسمحت له أن يدخل إلى منزلي، أطعمته وأجلسته قرب النّار ليدفء.
عندما شعر بالدفء، اقترب منّي وراح يقفز ويدور حول نفسه، حين لاحظت فرحة الكلب ابتسمت لأول مرة منذ وقت طويل... ومنذ ذلك الوقت فهمت أنّني لن ألقى السعادة إلّا عندما أعطيها لغيري! وقررت أن أعمل كل يوم عملًا أسعد فيه ولو شخصًا واحدًا ومنذ ذلك الحين لم تفارق الإبتسامة وجهي".
بكت السّيّدة الغنيّة وعرفت لماذا لا تعرف كيف تفرح، وقرّرت أن تأخذ بنصيحة هذه المرأة القديرة وأن تسعد غيرها وتنسى نفسها لتسعد.
" لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ" «بطرس 10:4»