منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2012, 08:48 PM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

عيد ميلاد الاتضاع
ميلاد الاتضاع
يشير الكثيرون من الأتقياء إلى ميلاد المسيح في مذود في بيت لحم بأنه ميلاد الاتضاع الإلهي. فقد وُلد في مأوى (إسطبل) الحيوانات خارج المنزل «إذ لم يكن لهما موضع في المنزل»

(لو 2: 7)، وُلد في مذود لإطعام البهائم. وحينما أراد الرب يسوع أن يشرح كيف يمكن لأحد أن يحمل النير ويتبعه، قال لهم: «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم».
ونادراً ما يكتشف المسيحيون كيف أن تواضع ووداعة الرب يسوع هما اللذان بهما رَسَمَ الطريق لنا كيف نحيا حياتنا كل يوم. لقد ابتدأ الرب حياته على الأرض في اتضاع ووداعة، وظلَّت حياته كلها في اتضاع ووداعة حتى الصليب، الذي كان هو قمة اتضاعه ووداعته، كما ذكر الإنجيل: «فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع... حيث صلبوه» (يو 19: 18،17).
والتواضع هو الطريق الذي يجب أن يسلك ويعيش فيه المسيحي. ونحن لا يمكننا أن نقبل المسيح والإيمان به إلاَّ من خلال الوداعة والاتضاع («طوبى للمساكين بالروح»، «طوبى للودعاء»، «إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد...»، «فمن وضع نفسه مثل هذا الولد»، «وتسربلوا بالتواضع... فتواضعوا تحت يد الله القوية» - مت 5،3؛ 18: 4،3؛ 1بط 5: 6،5).
وقد وضع الإنجيل أمامنا مثال المسيح في التواضع، كيف وضع نفسه فمجَّده الله
(في 2: 9،8).
لذلك فإن الفرح والقوة المتدفِّقين من التواضع، هما سر حيوية المسيحي في حياته اليومية.
قد يبدو هذا التعليم سهلاً وواضحاً. ولكن المشكلة أننا لكي نفهم التواضع لابد أن نكون على درجة كبيرة من التواضع! حتى أنه لابد أن نقاوم الكبرياء الذي ينجم عن مناقشتنا وكلامنا الكثير عن التواضع.
فنحن في كلامنا عن التواضع نقف على أرضية زلقة، لأن التواضع لا يمكن البلوغ إليه مباشرة بالكلام. لأن سُمَّ الكبرياء، إذا ما انتبهنا إليه، يجعلنا نبدأ في ملاحظته (الكبرياء) فيمَن حولنا، أي بين أصدقائنا ورفقائنا في العمل وفي ما يُنشر في الجرائد من لهجات تهكُّمية أو صاخبة، أو في روَّاد وقادة الأنشطة المدنية والثقافية والسياسية، الذين لا يمكن أن يعترفوا بضعفهم أو إخفاقاتهم، أو بما يُصيب الكثيرين في نطاق عائلاتنا وعملنا اليومي من حسد، وافتخار، وعطف على الذات.
لكن الاتضاع لا يأتي إلينا عن هذا الطريق، حتى إذا لاحظنا في أنفسنا أدنى تغيُّر في أذهاننا نحو الاتضاع، ففي الحال نقع في الاعتداد بالذات، وهذا هو الكبرياء مُغلَّفاً بالاتضاع. فالاتضاع مثل طفل خجول، فإن بدأنا في التكلُّم عنه، يُغادرنا!
فالاتضاع ليس في أن تُفكِّر في نفسك قليلاً، بل أن تضع نفسك في موضع الأقل أو أقل من الأقل. فحينما قال المسيح مَثَل ”المتَّكأ الأخير“

(مت 14: 10)، أخذ البعض يقفون في آخر صف في الكنيسة، وصاروا يحسون أنهم بهذا قد بلغوا الاتضاع. فقال أحد الآباء الروحانيين: إن المقصود أن نقف في ما هو خلف المتَّكأ الأخير! قاصداً بهذا أن نلغي من فهمنا المعنى الحرفي للآية التي جعلت مثل هؤلاء ينتظرون أن يأتي مَن يدعوهم إلى المتَّكأ الأول: «يا صديق، تعالَ وارتفع إلى فوق» (لو 14: 10). لذلك قال القديس مار إسحق السرياني: ”الذي يتضع لكي يُكرمه الناس، الله يفضحه“.
لهذا، فالسعي يجب أن لا يكون مباشرة لهدف الاتضاع، بل في أن نتعود على عدم الانتباه للنفس: ماذا نفعل؟ وكيف نُعامَل؟ وبدلاً من ذلك أن تكون حياة الإنسان هي: ”الشكر على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال“. إنه نسيان الذات المبارك، وتذكُّر وشُكر الله على نِعَمه وإحساناته لنا كل يوم.
والاتضاع يكمن، لا في الثقة التي نضعها فيما نفعله، بل في الثقة في المحبة التي أظهرها لنا الله في المسيح (رو 3: 22-24). فكلما وضعنا ثقتنا في الله، وسلَّمنا حياتنا لديه تسليماً كاملاً، وقَبِلْنا كل شيء – رديئاً أو جيداً – بهذا الاعتبار أننا في يديِّ الله؛ كلما قادنا هذا إلى عدم الانتباه إلى أنفسنا في كل وقت: ماذا نفعل؟ وكيف نتصرَّف؟
إن خلاصنا الأبدي لم يكن ممكناً أن يتم بأقل من موت المسيح على الصليب من أجلنا. كان لابد أن يموت المسيح من أجلنا. لكن محبته كانت شديدة جداً من نحونا، حتى أنه احتمل الصليب ورَضِيَ بالموت من أجلنا، مستهيناً بالخزي. كل ذلك من أجل السرور الموضوع أمامه الذي هو خلاصنا (عب 12: 2).
وكلما وضعنا هذه الصورة لاتضاع ووداعة المسيح من أجلنا، كلَّما تحوَّلت حياتنا من الداخل، ودون أن نحسَّ أو نلاحِظ، نقترب شيئاً فشيئاً من تواضع المسيح ووداعته.
? إن ما يفسد جهادنا الروحي، هو أننا نلجأ إلى الكلمات التي نظن أنها هي التي تُدخِلنا إلى الاتضاع. فقد طلب أحد الآباء في البرية من تلميذه أن يقوم بعملٍ ما، فطأطأ التلميذ رأسه وردَّ على مُعلِّمه: ”لستُ مستحقاً يا أبي أن أقوم بهذا العمل“. وبعد أيام كثيرة نَسِيَ فيها الاثنان هذا الموقف، لاحظ الأب أن هذا التلميذ قد أتى عملاً يستحق عليه المراجعة. فلما راجعه، تقول القصة في كتاب ”بستان الرهبان“ أن وجه التلميذ ”احمرَّ كالليث“، أي غضب من مراجعة الأب له. فذكَّره الأب بما قاله من أيامٍ كأنه اتضاع، والآن انكشف أنه كان بالكلام فقط.
وهذا الأسلوب شائع في المجال الديني، أي استخدام ألفاظ التواضع، ظانّاً مَن يستخدمها أنها هي التي تُدخِلنا إلى التواضع. لكن العلاج كامنٌ في كلمات المسيح حينما قرن ”التواضع“ بـ ”الوداعة“. فالوداعة تتميَّز بالبساطة، وبتلقائية التصرُّف الطبيعي. فكلما انطبعت الوداعة على سلوكنا، كلما انساب التواضع في حياتنا دون أن ندري أو نحس، فلا نقع في الكبرياء.
? ومن بين مظاهر الكبرياء المغلَّف بالتواضع، حينما يحس الإنسان في نفسه بازدياد المعرفة الروحية أو بإتيان أعمال مجيدة؛ فإن ذلك ينعكس على الرغبة في التغلُّب على الآخرين في المجادلات. فإذا انعكست الوداعة على حياتنا، فستكون حاجزاً منيعاً ضد هذا الكبرياء المغلَّف بالتواضع.
? والوداعة تدخل ضمن ثمار الروح القدس، كما وردت في رسالة غلاطية 5: 23. فالحياة الممتلئة بالروح لابد أن تظهر فيها ثمرة ”الوداعة“ ومعها ”طول الأناة“ و”اللطف“، وهذه الثلاث ثمار هي التي تحمي التواضع من الانزلاق على أرضية التواضع الزلقة، التي قد تقود إلى الكبرياء المُهلك.
? وحينما نقبل كلمة الله في الإنجيل ونتأملها ونستوعبها، فإنها تدخل عميقاً في قلوبنا وعقلنا وفكرنا، حتى أنها تقودنا لنبدأ أن نعيش الإنجيل تلقائياً، دون أن نحس أننا عملنا برّاً؛ فنسمع صوت المسيح القائل: «متى فعلتم كل ما أُمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطَّالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا» (لو 17: 10).
وهذا هو لُبُّ التواضع. وهذا هو عيد ميلاد الاتضاع.


منقول
رد مع اقتباس
قديم 04 - 08 - 2012, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
ابن الباباا
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية ابن الباباا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 60
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,278

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ابن الباباا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عيد ميلاد الاتضاع

موضوع رائع اوى وجميل مرسي لتعب محبتكم الرب يباركم
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 08 - 2012, 09:54 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: عيد ميلاد الاتضاع

شكرا لمرورك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
هو عمق الاتضاع وكيف يقتنى الاتضاع بتذكار السقطات
الاتضاع القلبي، لأن الاتضاع كان يقود قلبها وحياتها
حقًا إن الاتضاع لهو شيء عظيم، لأن كل صلاح إنما يتقدمه الاتضاع
عيد ميلاد الاتضاع
الاتضاع غير الاجتهاد في سبيل الاتضاع،


الساعة الآن 11:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024