ھل يستخدمك أم تستخدمه؟
“هكذا طرق كل مولع بكسب يأخذ نفس مقتنيه”
(أم19:1)
المال هو المحرك للأفراد والشعوب، ويقيم الإنسان بمقدار ما
يملك، وينال قوته ومركزه وسلطانه من خلاله.
ويبدو هذا أساساً لسعادة الإنسان فى العالم، ولكن الحقيقة أن
محبة المال تفقد الإنسان سعادته، إذ يضطرب مع تقلباته المستمرة،
وحتى لو فرح به فهو كلذة مؤقتة، سرعان ما يحل بدلاً منها القلق،
ويصير الإنسان عبداً للمال، إذ ينشغل به عند كثرته ويحزن ويشعر
بالحرمان عند قلته.
لذا تدعونا الكنيسة لمحبة الله والشبع به والاستناد عليه، وفى
نفس الوقت الزهد فى الماديات والاكتفاء بأقل قدر منه، فنستخدمه ولا
يستعبدنا، ونراه عطية من الله نشكره عليها ولكن لا نجرى وراءه.
تأمل الأضرار التى حلت بك من تفكيرك فى المال والمقتنيات.
يقول الشھيد كبريانوس :
“أنت تحتفظ بمالك هذا الذى إذ تحفظه لا يحفظك”.